آيات من القرآن الكريم

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ

والثاني: لست أنت بذي قوة وبطش في نفسك، وقد ذكر أنه كان ضعيفًا في بصره ونفسه.
ويحتمل وصفهم بالضعف لهذين الوجهين، واللَّه اعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَوْلَا رَهْطُكَ) أي: قبيلتك.
وقيل: عشيرتك (لَرَجَمْنَاكَ) الرجم: يحتمل: القتل، ويحتمل: اللعن والشتم.
ثم يحتمل قوله: (وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) وجهين:
أحدهما: (وَلَوْلَا رَهْطُكَ) أي: لولا حرمة رهطك وإلا لرجمناك؛ كأنهم كانوا يحترمونه لموافقة رهطه إياهم في العبادة أعني عبادة الأوثان، وعلى ما هم عليه.
والثاني: لولا رهطك لرجمناك خوفًا منهم لما ذكر أنه كان كثير العشيرة، والقبيلة؛ كانوا يخافون عشيرته فلم يؤذوه، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) أي: ما أنت من أجلتنا وكبرائنا، إنما أنت من أوساطنا أو (وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) أي: ما أنت من أجلتنا؛ لأن العزيز عندهم من كان عنده المال والدنيا، لا يعرفون العزُ في غير ذلك، ولم يكن عند شعيب الدنيا لذلك نسبوه إلى ما ذكر:
أو أنت ذليل عندنا، لست بعزيز، فيكون صلة قوله: (وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا) والله أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (٩٢) هذا يخرج على وجهين: يحتمل يا قوم، أرهطي أعظم حقًّا عليكم من اللَّه وأكثر حرمة حتى تركتم ما أوعدتمونى من النقمهَ لحقهم وحرمتهم؟!
والثاني: قوله: (يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ) أي: رهطي أشد خوفًا عليكم وأكثر نكاية من اللَّه؛ لأنا قلنا في قوله: (وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) أنه يخرج على وجهين:
أحدهما: الاحترام لرهطه لموافقتهم إياهم في جميع ما هم عليه، والمساعدة لهم.
والثاني: على الخوف والنكاية لقوتهم، وكثرتهم، وفضل بطشهم تركوا ما وعدوا له خوفًا من رهطه، فقال: خوفكم من رهطي أشد وأكثر عليكم من الخوف من اللَّه، وقد بلغكم من نكاية اللَّه ونقمته فيما حل بالأمم الماضية.

صفحة رقم 175
تأويلات أهل السنة
عرض الكتاب
المؤلف
محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي
تحقيق
مجدي محمد باسلوم
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان
سنة النشر
1426
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية