آيات من القرآن الكريم

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧ ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯰﯱﯲﯳﯴﯵ

ينزل بأهل هذه المدائن، وقرئ فأسر بوصل الألف وقطعها، وهما لغتان يقال سرى وأسرى بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ أي قطعة منه وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ نهوا عن الالتفات لئلا تتفطر أكبادهم على قريتهم، وقيل: يلتفت معناه يلتوي إِلَّا امْرَأَتَكَ قرئ بالنصب والرفع «١»، فالنصب استثناء من قوله فأسر بأهلك، فيقتضي هذا أنه لم يخرجها مع أهله، والرفع بدل من ولا يلتفت منكم أحد، وروي على هذا أنه أخرجها معه، وأنها التفتت وقالت: يا قوماه فأصابها حجر فقتلها إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أي وقت عذابهم الصبح أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ذكر أنهم لما قالوا: إن موعدهم الصبح قال لهم لوط: هلا عذبوا الآن، فقالوا له: أليس الصبح بقريب جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها الضمير للمدائن روي أن جبريل أدخل جناحه تحت مدائن قوم لوط، واقتلعها فرفعها حتى سمع أهل السماء صراخ الديكة ونباح الكلاب، ثم أرسلها مقلوبة وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً أي على المدائن، والمراد أهلها. روي أنه من كان منهم خارج المدائن أصابته حجارة من السماء، وأما من كان في المدائن فهلك لما قلبت مِنْ سِجِّيلٍ قيل: معناه من ماء وطين، وإنما كان من الآجر المطبوخ وقيل: من سجله إذا أرسله، وقيل: هو لفظ أعجمي مَنْضُودٍ أي مضموم بعضه فوق بعض مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ معناه: معلّمة بعلامة، روي أنه كان فيها بياض وحمرة، وقيل كان في كل حجر اسم صاحبه وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ الضمير للحجارة والمراد بالظالمين كفار قريش، فهذا تهديد لهم أي ليس الرمي بالحجارة ببعيد منهم لأجل كفرهم، وقيل: الضمير للمدائن، فالمعنى ليست ببعيدة منهم أفلا يعتبرون بها كقوله: وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ [الفرقان: ٤٠] وقيل: إن الظالمين على العموم إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ يعني رخص الأسعار وكثرة الأرزاق عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ يوم القيامة أو يوم عذابهم في الدنيا بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ أي ما أبقاه الله لكم من رزقه ونعمته،
أَصَلاتُكَ «٢» تَأْمُرُكَ الصلاة هي المعروفة ونسب الأمر إليها مجاز كقوله:

(١). قرأ ابن كثير وأبو عمرو: امرأتك بالرفع وقرأ الباقون بالنصب.
(٢). أصلاتك هي قراءة حمزة والكسائي وحفص، وقرأ الباقون: أصلواتك.

صفحة رقم 376

إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت: ٤٥] والمعنى أصلاتك تأمرك أن نترك عبادة الأوثان، وإنما قال الكفار هذا على وجه الاستهزاء أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا يعنون ما كانوا عليه من بخس المكيال والميزان، وأن نفعل عطف على أن نترك إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ قيل: إنهم قالوا ذلك على وجه التهكم والاستهزاء، وقيل: معناه الحليم الرشيد عند نفسك وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً أي سالما من الفساد الذي أدخلتم في أموالكم، وجواب أرأيتم محذوف يدل عليه المعنى وتقديره: أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أيصلح لي ترك تبليغ رسالته وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ يقال: خالفني فلان إلى كذا إذا قصده وأنت مول عنه، وخالفني عنه إذا ولى عنه وأنت قاصده وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أي لا يكسبنكم عداوتي أن يصيبكم مثل عذاب الأمم المتقدمة، وشقاقي فاعل، وأن يصيبكم مفعول وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ يعني في الزمان لأنهم كانوا أقرب الأمم الهالكين إليهم، ويحتمل أن يراد ببعيد في البلاد ما نَفْقَهُ أي ما نفهم وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً أي ضعيف الانتصار والقدرة، وقيل: نحيل البدن، وقيل: أعمى وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ الرهط: القرابة والرجم بالحجارة أو بالسب أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ هذا توبيخ لهم فإن قيل: إنما وقع كلامهم فيه وفي رهطه وأنهم هم الأعزة دونه فكيف طابق جوابه كلامهم؟ فالجواب:
أن تهاونهم به وهو رسول الله تهاون بالله فلذلك قال: أرهطي أعزّ عليكم من الله وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا الضمير في اتخذتموه لله تعالى أو لدينه وأمره، والظهري ما يطرح وراء الظهر ولا يعبأ به، وهو منسوب إلى الظهر بتغيير النسب.
اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ تهديد ومعنى مكانتكم تمكنكم في الدنيا وعزتكم فيها مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ عذاب الدنيا والآخرة وَارْتَقِبُوا تهديد وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا

صفحة رقم 377
التسهيل لعلوم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي
تحقيق
عبد الله الخالدي
الناشر
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت
سنة النشر
1416
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية