
﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾ قوله عز وجل: ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار﴾ أما الطرف الأول فصلاة الصبح باتفاق وأما الطرف الثاني ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه عنى صلاة الظهر والعصر، قاله مجاهد. الثاني: صلاة العصر وحدها، قاله الحسن. الثالث: صلاة المغرب، قاله ابن عباس. ﴿وزلفاً من الليل﴾ والزلف جمع زلفة، والزلفة المنزلة، فكأنه قال ومنازل من
صفحة رقم 508
الليل، أي ساعات من الليل، وقيل إنما سميت مزدلفة من ذلك لأنها منزل بعد عرفة، وقيل سميت بذلك لازدلاف آدم من عرفة إلى حواء وهي بها، ومنه قول العجاج في صفة بعير:
(ناجٍ طواه الأين مما وجفا | طيَّ الليالي زُلَفاً فزلفا) |

نفسك. ولم يردّ عليه النبي صلى الله عيله وسلم شيئاً. فنزلت هذه الآية: ﴿إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذركى للذاكرين﴾ فدعاه رسول الله ﷺ فقرأها عليه فقال عمر: يا رسول الله أله خاصة أم للناس كافة؟ فقال: (بل للناس كافة) قال أبو موسى طمحان: إن هذا الرجل أبو اليسر الأنصاري وقال ابن عابس هو عمرو بن غزية الأنصاري، وقال مقاتل: هو عامر بن قيس الأنصاري.
صفحة رقم 510