آيات من القرآن الكريم

سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
ﮨﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱ ﯔﯕﯖ ﯘﯙﯚﯛ ﯝﯞﯟ ﯡﯢﯣ ﯥﯦﯧﯨﯩ ﯫﯬﯭ ﭑﭒﭓﭔ ﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥ ﭧﭨ ﭪﭫ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲ

أشهد أنّك الذي بشّر به ابن مريم، وأنّك على مثل ناموس موسى، وأنّك نبي مرسل، وأنّك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لأجاهدنّ معك، فلمّا توفي ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت القس في الجنة، عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدّقني» [١٨٩] «١» يعني ورقة، قالوا: وقال ورقة:

فإن يك حقا يا خديجة فاعلمي حديثك إيّانا فأحمد مرسل
وجبريل يأتيه وميكال معهما من الله وحي يشرح الصدر منزل «٢»
يفوز به من فاز عزّ لدينه ويشقى به الغاوي الشقيّ المضلل
فريقان منهم فرقة في جنانه وأخرى بأغلال الجحيم تغلغل «٣»
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ قال الكلبي: يعني الحليم عن جهل العبادة ولا يعجل عليهم بالعقوبة الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ يعني الخط والكتاب.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدّثنا ابن شيبة قال: حدّثنا ابن ماهان قال: حدّثنا محمد بن أيوب بن هشام المزني قال: حدّثنا أبو الحسن عاصم بن علي بن عاصم وعبد الله بن عاصم الجماني قالا: حدّثنا محمد بن راشد عن مسلم بن موسى قال: أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عن عبد الله بن عمر بن العاص قال: قلت: يا نبي الله أكتب ما أسمع منك من الحديث؟ قال: «نعم، فاكتب فإنّ الله عَلَّمَ بِالْقَلَمِ» [١٩٠] «٤».
[سورة العلق (٩٦) : الآيات ٥ الى ١٩]
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩)
عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (١٤)
كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)
عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ من البيان والعمل، قال قتادة: العلم نعمة من الله، لولا العلم لم يقم دين ولم يصلح عيش عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ من أنواع الهدى والبيان. وقيل: عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها، وقيل: الإنسان هاهنا محمد صلى الله عليه وسلم، بيانه وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
«٥».
(١) بتمامه في تفسير القرطبي: ١/ ١١٦. [.....]
(٢) البداية والنهاية: ٣/ ١٦.
(٣) تفسير مجمع البيان: ١٠/ ٣٩٨.
(٤) تفسير القرطبي: ٢٠/ ١٢٠.
(٥) سورة النساء: ١١٣.

صفحة رقم 245

كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى «١» ليتجاوز حدّه ويستكبر على ربّه أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى قال الكلبي: يرتفع من منزلة إلى منزلة في اللباس والطعام وغيرهما،
وكان رسول الله ﷺ يقول:
«أعوذ بك من فقر ينسي ومن غنى يطغي» [١٩١] «٢».
إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
المرجع في الآخرة أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى. عَبْداً إِذا صَلَّى نزلت في أبي جهل- لعنه الله- نهى النبيّ ﷺ عن الصلاة حتى فرضت عليه.
أخبرنا عبد الله بن حامد فقال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدّثنا محمد بن عبد الله ابن يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدّثنا معمر بن سليمان عن أبيه قال: حدّثنا نعيم بن أبي مهند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟
قالوا: نعم، قال: فو الذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن رقبته.
قال فما [فجأهم] منه إلّا يتقي بيديه وينكص على عقبيه، قال: فقالوا له: ما ذاك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة، [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا]
[١٩٢] «٣» فأنزل الله سبحانه أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ أبو جهل لعنه الله وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ لنأخذن بمقدم رأسه فلنذلّنّه، ثم قال على البدل: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ.
قال ابن عباس: لمّا نهى أبو جهل رسول الله ﷺ عن الصلاة انتهره رسول الله ﷺ وقال أبو جهل: أتهدّدني؟ فو الله لأملأن عليك إن شئت هذا خيلا جردا أو رجالا مردا، فأنزل الله سبحانه فَلْيَدْعُ نادِيَهُ «٤» أي قومه سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأخذته الزبانية عيانا» [١٩٣] «٥».
كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ وصلّ واقترب من الله سبحانه وتعالى.

(١) سورة العلق: ٦.
(٢) مسند أبي يعلى: ٧/ ٣١٣ بتفاوت.
(٣) تفسير الطبري: ٣٠/ ٣٢٤ وما بين معكوفين منه، وصحيح مسلم: ٨/ ١٣٠ ط. دار الفكر.
(٤) سورة العلق: ١٧.
(٥) البداية والنهاية: ٣/ ٥٨، تفسير الجلالين: ٨١٥.

صفحة رقم 246
الكشف والبيان عن تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أو الثعالبي
راجعه
نظير الساعدي
الناشر
دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان
سنة النشر
1422 - 2002
الطبعة
الأولى 1422، ه - 2002 م
عدد الأجزاء
10
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية