آيات من القرآن الكريم

وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ
ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ

كيف عامل النبي صلّى الله عليه وسلّم زعماء النفاق [سورة التوبة (٩) : الآيات ٨٣ الى ٨٥]
فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣) وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (٨٤) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥)
المفردات:
الْخالِفِينَ المراد: المتخلفون من النساء والصبيان، على أن الخالف قد يستعمل ويراد به من لا خير فيه ولا غناء معه.
هذه الآية الكريمة نزلت في سفره صلّى الله عليه وسلّم وهو راجع من غزوة تبوك، وهي من دقائق القرآن لأن أئمة الحديث ذكروا في الصحيحين أحاديث تتعارض معها وهو حديث صلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم على عبد الله بن أبىّ زعيم المنافقين، ولكن أليس من الخير أن نسير مع القرآن الكريم؟ فإنه أضبط متنا وسندا، بل هو المحفوظ الذي تكفل الله بحفظه إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ «١» وقد جمع بعض العلماء في الكتب المطولة بين الحديث والآية.

(١) سورة الحجر آية ٩.

صفحة رقم 915

المعنى:
قد تخلف المتخلفون عن رسول الله، وفرحوا بمقعدهم مخالفين لأمر الله ورسوله، وكرهوا الجهاد، بل وثبطوا عنه وخذلوا غيرهم بقولهم: لا تنفروا في الحر؟
فرتب على هذا كله ما هنا من المعاملة القاسية الشديدة..
فإن رجعك الله وردك من سفرك إلى طائفة وجماعة خاصة من المتخلفين- تلك الطائفة هم المنافقون الذين سبق ذكرهم- فاستأذنوك للخروج أيا كان نوعه فقل لهم:
لن تخرجوا معى أبدا على أى شكل كان وبأى وضع، ولن تقاتلوا معى عدوا أبدا في المستقبل بأى كيفية كانت!! وذلك لأنكم رضيتم بالقعود أول مرة وتخلفتم بلا عذر وحنثتم في أيمانكم الفاجرة وفرحتم بالقعود بل وثبطتم عن الجهاد.. فاقعدوا مع الخالفين المسيئين الذين لا خير فيهم أبدا. ولن تنالوا شرف الصحبة والجهاد فهذا شرف رفيع، ووسام عال، لا يناله إلا المؤمنون المخلصون.
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا في المستقبل، ولا تقم على قبره أبدا، داعيا له ومستغفرا. وقد سبق قوله تعالى: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [سورة التوبة آية ٨٠].
نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الصلاة على المنافقين، والقيام على قبورهم وأن يدعو لهم كما كان يفعل إذا مات مؤمن يقول بعد دفنه:
«استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل»
وقد نص الفقهاء على العمل بهذا الحديث.
وهذا يعارض ما نعلمه من أن المنافقين كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يجرى عليهم أحكام الإسلام العامة، والجواب كما ظهر لي- والله أعلم- أن هذه الآيات نزلت في زعماء النفاق وعدم التوبة، وقد أعلم الله نبيه بهم كما في الحديث، وأما غيرهم فكان يدعو لهم رجاء التوبة والتوفيق وبعضهم آمن وتاب.
قال الواقديّ: أنبأنا معمر عن الزهري قال: قال حذيفة: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنى مسرّ إليك سرا فلا تذكره لأحد: إنى نهيت أن أصلى على فلان وفلان»
رهط ذوى عدد من المنافقين قال: فلذلك كان عمر إذا أراد أن يصلى على أحد استتبع حذيفة فإن مشى مشى معه وإلا لم يصل عليه، ولعل الحكمة في خصوص هؤلاء أن الله

صفحة رقم 916
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية