آيات من القرآن الكريم

وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ
ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ

الأعراب، وروي أنَّ هذه الآيةَ نزلَتْ في بني مُقَرِّن وقاله مجاهد «١» وَيَتَّخِذُ في الآيتين بمعنَى: يَجْعَلُهُ قَصْدَهُ، والمعنى: ينوي بنفقته ما ذكره الله عنهم، وصَلَواتِ الرَّسُولِ:
دعاؤه، ففي دعائه خَيْرُ الدنيا والآخرة، والضَّمير في قوله: إِنَّها: يحتملُ عودُهُ على النفَقَةِ، ويحتمل عوده على الصَّلوات، وباقي الآية بَيِّن.
وقوله سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ... الآية: قال أبو موسى الأشعريُّ وغيره: السابقون الأولون مَنْ صلى القبلتين «٢»، وقال عطاء: هم مَنْ شهد بدراً «٣».
وقال الشَّعْبيُّ: من أدرك بَيْعَة الرِّضْوان «٤»، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ: يريد: سائر الصحابة، ويدخل في هذا اللفظِ: التابِعُونَ وسائرُ الأمة، لكن بشريطة الإِحسان، وقرأ عمر بن الخطَّاب وجماعة: و «الأَنْصَارُ» «٥» - بالرفع- عطفاً على «والسابقون»، وقرأ ابن كثير: «مِنْ تَحْتِهَا الأنهار»، وقرأ الباقون «٦» :«تحتها»، بإسقاط «من».
[سورة التوبة (٩) : آية ١٠١]
وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (١٠١)
وقوله سبحانه: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ: الإِشارة ب «مَنْ حولكم» إِلى جُهَيْنة، ومُزَيْنة، وأَسْلَم، وغِفَار، وعُصَيَّة، ولِحيان، وغيرهم مِنَ القبائل المجاورة للمدينة، فأخبر اللَّه سبحانه عن منافقيهم، وتقدير الآية: ومن أهْل المدينة قومٌ أو منافقُون، هذا أحسن ما حمل اللفظ، ومَرَدُوا: قال أبو عبيدة معناه:

(١) تقدم.
(٢) أخرجه الطبري (٦/ ٤٥٤) برقم: (١٧١٢٣)، وذكره ابن عطية (٣/ ٧٥)، والبغوي (٢/ ٣٢١) برقم:
(١٠٠)، وذكره ابن كثير (٢/ ٣٨٣)، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣/ ٤٨٣) وزاد نسبته إلى أبي الشيخ، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم في «المعرفة».
(٣) ذكره ابن عطية (٣/ ٤٥٣) برقم: (١٧١١٦، ١٧١١٨، ١٧١٢٠، ١٧١٢١)، وذكر ابن عطية (٣/ ٧٥)، والبغوي (٢/ ٣٢١) برقم: (١٠٠).
(٤) أخرجه الطبري (٦/ ٤٥٣) برقم: (١٧١١٦)، ١٧١١٨، ١٧١٢٠، ١٧١٢١)، وذكره ابن عطية (٣/ ٧٥)، والبغوي (٢/ ٣٢١) برقم: (١٠٠)، وابن كثير (٢/ ٣٨٣)، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣/ ٤٨٤)، وزاد نسبته الى ابن أبي شيبة وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي الشيخ.
(٥) وقرأ بها الحسن وقتادة، وسلام بن سليمان الطويل، وسعيد بن أسعد، ويعقوب بن طلحة، وعيسى الكوفي.
ينظر: «الشواذ» (٥٩)، و «المحتسب» (١/ ٣٠٠)، و «الكشاف» (٢/ ٣٠٤)، و «المحرر الوجيز» (٣/ ٧٥)، و «البحر المحيط» (٥/ ٩٦)، و «الدر المصون» (٣/ ٤٩٧). [.....]
(٦) وهي كذلك في مصاحف أهل مكة خاصة.
ينظر: «معاني القراءات» (١/ ٤٦٣)، و «حجة القراءات» (٣٢٢)، و «العنوان» (١٠٣)، و «شرح الطيبة» (٤/ ٣٤٠)، و «شرح شعلة» (٤١٤)، و «إتحاف» (٢/ ٩٧).

صفحة رقم 208
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي
تحقيق
عادل أحمد عبد الموجود
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
سنة النشر
1418
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية