
﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ﴾ ﴿إنه هو يُبْدِىءُ ويُعيدُ﴾ فيه أربعة تأويلات:
صفحة رقم 242
أحدها: يحيى ويميت، قاله ابن زيد. الثاني: يميت ثم يحيى، قاله السدي. الثالث: يخلق ثم يبعث، قاله يحيى بن سلام. الرابع: يبدىء العذاب ويعيده، قاله ابن عباس. ويحتمل خامساً: يبدىء ما كلف من أوامره ونواهيه، ويعيد ما جزى عليه من ثواب وعقاب. ﴿وهو الغَفورٌ الوَدُودُ﴾ في الغفور وجهان: أحدهما: الساتر للعيوب. الثاني: العافي عن الذنوب. وفي الودود وجهان: أحدهما: المحب. الثاني: الرحيم. وفيه ثالث: حكاه المبرد عن اسماعيل بن إسحاق القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له، وأنشد قول الشاعر:
(وأرْكبُ في الرّوْع عُريانةً | ذلول الجناح لقاحاً وَدُوداً) |

الثاني: أنه من صفة العرش، وهو قول من قرأ بالكسر. ويحتمل إن كان صفة للعرش وجهاً ثالثاً: أنه المحكم. ﴿بل هو قُرآنٌ مَجِيْدٌ في لَوْحٍ مَّحفوظٍ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن اللوح هو المحفوظ عند الله تعالى، وهو تأويل من قرأ بالخفض. الثاني: أن القرآن هو المحفوظ، وهو تأويل من قرأ بالرفع وفيما هو محفوظ منه وجهان: أحدهما: من الشياطين. الثاني: من التغيير والتبديل. وقال بعض المفسرين: إن اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرؤونه.
صفحة رقم 244