آيات من القرآن الكريم

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ

إذا أنعم الحقّ- سبحانه- على قوم نعمة وأراد إمهالهم أكرمهم بتوفيق الشكر، فإذا شكروا نعمته فبقدر الشكر دامت فيهم.
وإذا أراد- سبحانه- إزالة نعمة عن عبد أذلّة بخذلان الكفر، فإذا حال «١» عن طريق الشكر عرّض النّعمة للزوال. فما دام العبد يشكر النعمة مقيما كان الحقّ فى إنعامه عليه مديما، فإذا قابل النعمة بالكفران انتثر سلك نظامه، فبقدر ما يزيد فى إصراره يزول الأمر عن قراره.
قوله جل ذكره:
[سورة الأنفال (٨) : آية ٥٤]
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ (٥٤)
تنوّعت من آل فرعون الذنوب فنوّع لهم العقوبة، وكذلك هؤلاء: عوقبوا بأنواع من العقوبة لمّا ارتكبوا أنواعا من الزّلة.
وفائدة تكرار ذكرهم تأكيد فى التعريف أنه لا يهمل المكلّف أصلا، وإن أهمله حينا ودهرا.
قوله جل ذكره:
[سورة الأنفال (٨) : آية ٥٥]
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٥٥)
«عِنْدَ اللَّهِ» : فى سابق علمه وصادق حكمه فإذا كانوا فى علمه شرّ الخلائق فكيف يسعدون باختلاف السعايات وصنوف الطوارق؟
هيهات أن تتبدل الحقائق! وإذا قال: «فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» - وكلامه صدق وقوله حقّ- فلم يبق للرجاء فيهم مساغ، ولا ينجع فيهم نصح وإبلاغ.
قوله جل ذكره:
[سورة الأنفال (٨) : آية ٥٦]
الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (٥٦).

(١) (حال) اى تغير مقبولة فى المعنى، ولكن لا نستبعد أنها (حاد) فى الأصل.

صفحة رقم 633
تفسير القشيري
عرض الكتاب
المؤلف
عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري
تحقيق
إبراهيم البسيوني
الناشر
الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر
سنة النشر
2000
الطبعة
الثالثة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية