آيات من القرآن الكريم

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
ﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯯﯰﯱﯲ ﯴﯵﯶ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﯾﯿﰀ ﰂﰃﰄﰅﰆﰇ ﰉﰊﰋ ﰍﰎﰏﰐ

ويتمنون يعنى از آنچهـ آرزو كنند. فيتناولونها لا عن جوع وامتلاء بل عن شهوة وتلذذ والحاصل انهم مستقرون فى فنون الترفه وانواع التنعم خلاف ما عليه مخالفوهم كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مقدر بقول هو حال من ضمير المتقين فى الخبر أي مقولا لهم كلوا من نعم الجنة وثمراتها واشربوا من مائها وشرابها أكلا وشربا هنيئا سائغا رافها بلا داء ولا تخمة بسبب ما كنتم تعملونه فى الدنيا من الأعمال الصالحة خصوصا الصيام كما مضى فى الحاقة وهذا أمر إكرام إظهارا للرضى عنهم والمحبة لهم تمسك القائلون بايجاب العمل للثواب بالباء السببية والجواب ان السببية انما هى بفضل الله ووعده الذي لا يخلف لا بالذات بحيث يمتنع عدمه او يوجب النقص او الظلم إِنَّا كَذلِكَ الجزاء العظيم نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ اى فى عقائدهم وأعمالهم لاجزاء أدنى منه وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ حيث نال أعداؤهم هذا الثواب الجزيل وهم بقوا فى العذاب المخلد الوبيل (وقال الكاشفى) جهل وقبح وذم مراهل تكذيب راست كه بنعيم بهشت نمى گروند. وفى التأويلات النجمية ان المتقين بالله عما سواه اى المتقين بنور الوحدة عن ظلمة الكثرة وبنور المعرفة عن ظلمية النكرة فى ظلال الأوصاف الالهية والأخلاق الربانية وعيون من مياه العلوم والحكم وفواكه مما يشتهون من التجليات الروحانية والتنزلات النورانية كلوا من أطعمة المواهب الهنية واشربوا من أشربة المشارب التوحيدية هنيئا بما كنتم تعملون من الأعمال الصالحة والافعال الحسنة انا كذلك نجزى المحسنين المشاهدين لجمالنا المطلق ويل يومئذ للمكذبين بإحسان الجزاء وجزاء الإحسان كُلُوا اى مكذبان از نعيم فانئ دنيا وَتَمَتَّعُوا تمتعا قَلِيلًا او زمانا قليلا يعنى عيشوا مدة قليلة الى منتهى آجالكم لان زمان الدنيا قليل كمتاعها وبالفارسية وبرخوردار شويد زمانى اندك إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ كافرون مستحقون للعذاب وبالفارسية بدرستى كه شما مشركانيد وعاقبت شما را عذاب دائمست. قوله كلوا إلخ مقدر بقول هو حال من المكذبين قال فى الكواشي لا أحب الوقف على المكذبين ان نصبت كلوا حالا منه والمعنى الويل ثابت لهم مقولالهم ذلك نذكيرا لهم بحالهم فى الدنيا بما جنوا على أنفسهم من إيثار المتاع الفاني عن قريب على النعيم الخالد فلا يرد كيف يقال لهم ذلك ولا تمتع لهم فيها يعنى ان هذا القول لهم فى الآخرة لا يكون لطلب الاكل والتمتع منهم بنعيم الدنيا حقيقة لعدم إمكانه بل انما يقال لهم للتذكير المذكور فيكون الأمر امر توبيخ وتحسير وتحزين وعلل ذلك باجرامهم دلالة على ان كل مجرم مآله هذا اى ليس له الا الاكل والتمتع أياما قلائل ثم البقاء فى الهلاك الابدى وَيْلٌ واى يَوْمَئِذٍ در ان روز جزا لِلْمُكَذِّبِينَ حيث عرضوا أنفسهم للعذاب الدائم بالتمتع القليل وفى التأويلات النجمية انكم مجرمون اى كاسبون الهيئات الردية والملكات الغير المرضية ويل يومئذ للمكذبين بأن الأوصاف الحميدة أفضل من الأخلاق الذميمة وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اى للمكذبين ارْكَعُوا اى أطيعوا الله واخشعوا وتواضعوا له بقبول وحيه واتباع دينه وارفضوا هذا الاستكبار والنخوة لان الركوع والانحناء لاحد تواضع له وتعظيم والسجود أعظم منه فى التواضع والتعظيم ومن ذلك قالوا

صفحة رقم 290

ان السجود لغير الله كفر ان كان للعبادة وخطر عظيم ان كان للتعظيم وفى حواشى ابن الشيخ لركوع فى اللغة حقيقة فى مطلق الانحناء الحسى وركوع الصلاة من جملة افراده وتفسيره بالاطاعة والخضوع مجاز لغوى تشبيها له بالانحناء الحسى لا يَرْكَعُونَ لا يخشعون ولا يقبلون ذلك ويصرون على ما هم عليه من الاستكبار وقيل إذا أمروا بالصلاة او بالركوع لا يفعلون إذ روى انه نزل حين امر رسول الله عليه السلام ثقيفا بالصلاة فقالوا انا لا نخر ولا نجبى اى لا نقوم قيام الراكع فانها سبة علينا اى ان هيئة التجبية هيئة تظهر وترفع فيها السبة وهى الاست اى الدبر وهو عار وعيب علينا فقال عليه السلام لا خير فى دين ليس فيه ركوع ولا سجود وفى بعض التفاسير كانوا فى الجاهلية يسجدون للاصنام ولا يركعون لها فصار الركوع من اعلام صلاة المسلمين لله تعالى وفيه دلالة على ان الكفار مخاطبون بالفروع فى حق المؤاخذة فى الآخرة كما سبق مرارا (قال الكاشفى) مراد آنست كه مسلمان نشوند چهـ ركن أعظم اسلام بعد از شهادتين نماز است. وفيه ذم عظيم لتارك الصلاة حيث لا يجيب داعى الله اى المؤذن فانه يدعو فى الأوقات الخمسة المؤمنين الى بيت الله واقامة الصلاة وقس عليه سائر الداعين وفى التأويلات النجمية وإذا قيل لهم اركعوا اى أفنوا عن اللذات الحيوانية وابقوا باللذات الروحانية إذ هى مناجاة الروح والسر مع الله ولا ألذ منها وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ نفرين آن روز بر دروغ زنانراست كه ركوع وسجود را تكذيب كنند وبشرف اسلام نمى رسند فَبِأَيِّ حَدِيثٍ اى خبر يخبر بالحق وينطق بما كان وما يكون على الصدق بَعْدَهُ اى بعد القرآن الناطق بأحاديث الدارين واخبار النشأتين على نمط بديع معجز مؤسس على حجج قاطعة وبراهين ساطعة يُؤْمِنُونَ إذا لم يؤمنوا به اى القرآن الجامع لجميع الأحاديث فقوله فبأى إلخ جواب شرط محذوف وكلمة بعد بمنزلة ثم فى إفادة التراخي الرتبى اى فاذا لم يؤمنوا به وهو موصوف بما ذكر فبأى كتاب يؤمنون ختم السورة بالتعجيب من الكفار لان الاستفهام للتعجيب وبين انهم فى أقصى درجات التمرد والعناد حيث لم ينقادوا لمثل هذا البرهان الباهر والدليل القاطع على حقية الدين القويم من حيث كونه فى ارفع درجات الفصاحة والبلاغة وفى أقصى طبقات الاعجاز. در خبر آمده كه بعد از خواندن اين آيت بايد كفت آمنا به استدل بعض المعتزلة على ان القرآن ليس بقديم بقوله تعالى حديث إذ الحديث ضد القديم لان الحدوث والقدم لا يجتمعان فى شىء واحد ورد بأن الحديث هنا بمعنى الخبر لا بمعنى الحادث ولو سلم فالعبارة لا تدل على ان القرآن محدث لاحتمال أن يكون المراد فبأى حديث بعد القديم يؤمنون ولو سلم فانما يدل على حدوث الألفاظ الدالة على المعاني ولا خلاف فيه وانما الخلاف فى قدم المعنى القائم بذاته تعالى روى ان المرسلات نزلت فى غار قرب مسجد الخيف بمنى يسمى غار والمرسلات. يقول الفقير قدزرته وقرأت فيه السورة المذكورة وفى الصخرة العالية من الغار داخله اثر رأس النبي عليه السلام يتبرك به الآن والحمد لله على افضاله وكثرة نواله وزيارة حرمه وحرم مصطفاء مظهر نور جماله وكماله تمت سورة المرسلات بعون خالق البريات فى عصر يوم عاشوراء المحرم من سنة سبع عشرة ومائة والف

صفحة رقم 291
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية