آيات من القرآن الكريم

تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ
ﭲﭳﭴﭵ ﭷﭸ ﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃ ﮅﮆﮇﮈ ﮊﮋ

يلامه في إجرائه مجرى النكرة وإن لم يجعل علم الجنس، فحذف التنوين، لإجراء الوصل مجرى الوقف. وقرأ حفص: نزاعة بالنصب على الاختصاص كأنه قيل: تتلظى نزاعة.
والشوى جمع شواة: جلدة الرأس، أو أطراف الإنسان وكل ما ليس بمقتل، يقال للرامي إذا لم يصب المقتل: أشوى.
(تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) مجاز عن جذبها وإحضارها، من أدبر عن الحق وتولى عن الطاعة، أو تدعوهم بلسان المقال: يا كافر، يا منافق، وهنا أبلغ. (وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨) لبخله وحرصه وحفظه في الوعاء، ولم يؤد حقّ اللَّه منه.
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) الهلع: شده الجزع عند مسّ المكروه، وسرعة المنع عند مسِّ الخير. وقد فسّره بقوله: (إِذَا مَسَّهُ الشَرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١) فإنَّ " جزوعاً " و " منوعاً "، وصف كاشف لـ " هلوعاً ".
(إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢) استثناء منقطع. لما وصف من أدبر وتولى بالهلع قال: لكن المصلين في مقابلة أولئك. أو متصل أي: إنَّ الإنسان خلق هلوعاً واستمر ذلك عليه ولم يفارقه إلا المصلين الموصوفين بالصفات الآتية، فإنهم خلعوا ربقة الهلع عن أعناقهم. وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي اللَّه عنهما عن رسول اللَّه - ﷺ -: " شرّ ما في الرجل شحّ هالع وجن خالع ".

صفحة رقم 232
غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني
عرض الكتاب
المؤلف
شهاب الدين أحمد بن إسماعيل بن عثمان الكوراني الشافعيّ ثم الحنفي
تحقيق
محمد مصطفى كوكصو
الناشر
جامعة صاقريا كلية العلوم الاجتماعية - تركيا
سنة النشر
1428
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية