آيات من القرآن الكريم

تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ
ﯾﯿﰀﰁ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭜﭝ ﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨ ﭪﭫﭬﭭ ﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵ ﭷﭸ

فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا لا يشوبه استعجال واضطراب قلب وهو متعلق ب سَأَلَ لأن السؤال كان عن استهزاء أو تعنت وذلك مما يضجره أو عن تضجر واستبطاء للنصر أو ب سَأَلَ لأن المعنى قرب وقوع العذاب فَاصْبِرْ فقد شارفت الانتقام.
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ الضمير للعذاب أو يوم القيامة بَعِيداً من الإِمكان.
وَنَراهُ قَرِيباً منه أو من الوقوع.
يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ ظرف ل قَرِيباً أي يمكن يَوْمَ تَكُونُ أو لمضمر دل عليه واقِعٍ أو بدل من فِي يَوْمٍ إن علق به والمهل المذاب في «مهل» كالفلزات أو دردي الزيت.
وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ كالصوف المصبوغ ألواناً لأن الجبال مختلفة الألوان فإذا بست وطيرت في الجو أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١٠ الى ١٤]
وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤)
وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ولا يسأل قريب قريباً عن حاله وعن ابن كثير وَلا يَسْئَلُ على بناء المفعول أي لا يطلب من حميم حميم أو لا يسأل منه حاله.
يُبَصَّرُونَهُمْ استئناف أو حال تدل على أن المانع من هذا السؤال هو التشاغل دون الخفاء أو ما يغني عنه من مشاهدة الحال كبياض الوجه وسواده وجمع الضميرين لعموم الحميم. يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ حال من أحد الضميرين أو استئناف يدل على أن اشتغال كل مجرم بنفسه بحيث يتمنى أن يفتدي بأقرب الناس إليه وأعلقهم بقلبه فضلاً أن يهتم بحاله ويسأل عنها وقرأ نافع والكسائي بفتح ميم يَوْمِئِذٍ وقرئ بتنوين عَذابِ ونصب يَوْمِئِذٍ به لأنه بمعنى تعذيب.
وَفَصِيلَتِهِ وعشيرته الذين فصل عنهم الَّتِي تُؤْوِيهِ تضمه في النسب أو عند الشدائد.
وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً من الثقلين أو الخلائق ثُمَّ يُنْجِيهِ عطف على يَفْتَدِي أي ثم ينجيه الافتداء وثُمَّ للاستبعاد.
[سورة المعارج (٧٠) : الآيات ١٥ الى ١٨]
كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨)
كَلَّا ردع للمجرم عن الودادة ودلالة على أن الافتداء لا ينجيه إِنَّها الضمير للنار أو مبهم يفسره لَظى وهو خبر أو بدل أو للقصة ولَظى مبتدأ خبره.
نَزَّاعَةً لِلشَّوى وهو اللهب الخالص وقيل علم للنار منقول من اللظى بمعنى اللهب وقرأ حفص عن عاصم نَزَّاعَةً بالنصب على الاختصاص أو الحال المؤكدة أو المتنقلة على أن لَظى بمعنى متلظية والشوى الأطراف أو جمع شواة وهي جلدة الرأس.
تَدْعُوا تجذب وتحضر كقول ذي الرمة:
تدعو أنفه الريب.
مجاز عن جذبها وإحضارها لمن فرَّ عنها وقيل تدعو زبانيتها وقيل تدعو تهلك من قولهم دعاه الله إذا أهلكه مَنْ أَدْبَرَ عن الحق وَتَوَلَّى عن الطاعة.
وَجَمَعَ فَأَوْعى وجمع المال فجعله في وعاء وكنزه حرصا وتأميلا.

صفحة رقم 245
أنوار التنزيل وأسرار التأويل
عرض الكتاب
المؤلف
ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي
تحقيق
محمد عبد الرحمن المرعشلي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
الطبعة
الأولى - 1418 ه
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية