آيات من القرآن الكريم

فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ
ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ

{فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها

صفحة رقم 241

بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون} قوله عز وجل: ﴿وَمَآ أرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِّيٍ إلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَها بِالبَأْسآءِ وَالضَّرَّآءِ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: أن البأساء: القحط، والضراء: الأمراض والشدائد، قاله الحسن. والثاني: أن البأساء الجوع، والضراء: الفقر، قاله ابن عباس. والثالث: أن البأساء: البلاء، والضراء الزمانة. والرابع: أن البأساء: ما نالهم من الشدة في أنفسهم. والضراء: ما نالهم في أموالهم، حكاه علي بن عيسى. ويحتمل قولاً خامساً: أن البأساء الحروب. ﴿لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يتوبون. الثاني: يدعون، قاله ابن عباس. قوله عز وجل: ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: مكان الشدة الرخاء، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد. والثاني: مكان الخير والشر. ﴿حَتَّى عَفَواْ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: حتى كثروا، قاله ابن عباس، ومجاهد، والسدي، قال لبيد:

(وَأنَاسٌ بَعْدَ قَتْلٍ قَدْ عَفَواْ وَكَثِيرٌ زَالَ عَنْهُمْ فَانْتَقَلْ)
والثاني: حتى أعرضواْ، قاله ابن بحر. والثالث: حتى سُرّوا، قاله قتادة. والرابع: حتى سمنوا، قاله الحسن، ومنه قول بشر بن أبي حازم:

صفحة رقم 242

﴿وَّقَالُوْا قَدْ مَسَّءَابَاءَنَا الضَّرَّاءُ والسَّرَّآءُ﴾ أي الشدة والرخاء يعنون ليس البأساء والضراء عقوبة على تكذيبك وإنما هي عادة الله في خلقه أن بعد كل خصب جدباً وبعد كل جدب خصباً.

صفحة رقم 243
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
تحقيق
السيد بن عبد الرحيم بن عبد المقصود
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
عدد الأجزاء
6
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
(فَلَمَّا أَنْ عَفَا وَأَصَابَ مَالاً تَسَمَّنَ مَعْرِضاً فِيهِ ازْوِرَارُ)