
{فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها
صفحة رقم 241
بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون} قوله عز وجل: ﴿وَمَآ أرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِّيٍ إلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَها بِالبَأْسآءِ وَالضَّرَّآءِ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: أن البأساء: القحط، والضراء: الأمراض والشدائد، قاله الحسن. والثاني: أن البأساء الجوع، والضراء: الفقر، قاله ابن عباس. والثالث: أن البأساء: البلاء، والضراء الزمانة. والرابع: أن البأساء: ما نالهم من الشدة في أنفسهم. والضراء: ما نالهم في أموالهم، حكاه علي بن عيسى. ويحتمل قولاً خامساً: أن البأساء الحروب. ﴿لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يتوبون. الثاني: يدعون، قاله ابن عباس. قوله عز وجل: ﴿ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: مكان الشدة الرخاء، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد. والثاني: مكان الخير والشر. ﴿حَتَّى عَفَواْ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: حتى كثروا، قاله ابن عباس، ومجاهد، والسدي، قال لبيد:
(وَأنَاسٌ بَعْدَ قَتْلٍ قَدْ عَفَواْ | وَكَثِيرٌ زَالَ عَنْهُمْ فَانْتَقَلْ) |
(فَلَمَّا أَنْ عَفَا وَأَصَابَ مَالاً | تَسَمَّنَ مَعْرِضاً فِيهِ ازْوِرَارُ) |