آيات من القرآن الكريم

لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ

لاَ تُنْجِزُ الوعْدَ إنْ وعَدْتَ وإن أَعْطَيْتَ أَعْطَيْتَ تَافِهًا نكدَا (١)
فقوله: نكدًا نُصب على الحال، وكذلك في الآية كما تقول: لا يخرج فلان إلا راكبًا (٢).
قال قتادة وأبو روق (٣): (﴿إِلَّا نَكِدًا﴾ إلا عسرًا).
وقوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ﴾ مضى معنى تصريف الآيات في مواضع.
وقوله تعالى: ﴿لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ﴾. قال عطاء: (يريد لنعم الله، ويوحدونه، ويطيعون أمره) (٤).
وقال بعض أهل النظر: (ذكر الشكر في آخر الآية، إشارة إلى نعمتين مذكورتين في الآية للمؤمن، وهو أن الله تعالى لم يجعله كالبلد الخبيث، والثاني: أنه أذن له في الإيمان والطاعات كما أذن للبلد الطيب في إخراج النبات) (٥).
٥٩ - قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا
(١) لم أعرف قائله. وهو في "مجاز القرآن" ١/ ٢١٧، و"تفسير الطبري" ٨/ ٢١١، وابن عطية ٥/ ٥٤٢، وابن الجوزي ٣/ ٢٢٠، و"اللسان" ١/ ٤٣٦ (تفه)، و"تفسير الخازن" ٢/ ٢٤٤، و"البحر المحيط" ٤/ ٣١٥، و"الدر المصون" ٥/ ٣٥٢.
(٢) النصب على الحال هو قول الأكثر، ويجوز نصبه على المصدر على معنى ذا نكد. انظر: "إعراب النحاس" ١/ ٦٢٠، و"المشكل" ١/ ٢٩٥، و"البيان" ١/ ٣٦٦، و"التبيان" ص ٣٨٠، و"الفريد" ٢/ ٣١٩، و"الدر المصون" ٥/ ٣٥٢.
(٣) لم أقف عليه عنهما.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٢١٢، والسمرقندي ١/ ٥٤٨، والرازي ١٤/ ١٤٥.

صفحة رقم 195

لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [قرئ: ﴿غَيْرُهُ﴾ (١)، رفعًا وخفضًا (٢)، فأما من خفض فقال الفراء: (يجعل (غير) نعتًا للإله، وقد يرفع فيجعل تابعًا للتأويل في ﴿إِلَهٍ﴾، ألا ترى أن الإله لو نزعت منه (مِن) (٣) كان رفعًا) (٤)، وقال أبو إسحاق: (الرفع على معنى: ما لكم إله غيره ودخلت (مِنْ) مؤكدةَ، و (مِنْ) خفض جعله صفة لإله) (٥) فقد اتفقا كما ترى على أن (غير) في القراءتين صفة لإلهٍ، الرفع على الموضع، والخفض على (٦) اللفظ، ولا بد من إضمار محذوف في الكلام، وهو خبر ﴿ما﴾؛ لأنك إذا جعلت (غير) من صفة الإله، لم يكن للنفي خبر، والكلام لا يستقل بالصفة والموصوف كقولك: (زيد العاقل)، وتسكت حتى تذكر خبره، ويكون التقدير: ما لكم من إله غيره في الوجود، ونحو ذلك لا بد من هذا الإضمار (٧).

(١) في (ب): (قرئ غير).
(٢) قرأ الكسائي ﴿غيرِه﴾ بكسر الراء، وقرأ الباقون برفعها. انظر: "السبعة" ص ٢٨٤، و"المبسوط" ص ١٨١، و"التذكرة" ٢/ ٤٢٠، و"التيسير" ص ١١٠، و"النشر" ٢/ ٢٧٠.
(٣) لفظ: (من) ساقط من (ب).
(٤) "معاني الفراء" ١/ ٣٨٢.
(٥) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٨.
(٦) انظر: "إعراب النحاس" ١/ ٦٢١، و"المشكل" ١/ ٢٩٥، و"البيان" ١/ ٣٦٧، و"التبيان" ص ٣٨٠، و"الفريد" ٢/ ٣٢٠.
(٧) هذا قول أبي علي في "الحجة" ٤/ ٤٠، وقال السمين في "الدر" ٥/ ٣٥٤: (في الخبر وجهان: أظهرهما أنه ﴿لَكُمْ﴾، الثاني: أنه محذوف أي: ما لكم من إله في الوجود أو في العالم غير الله و ﴿لَكُمْ﴾ على هذا تخصيص وتبيين) اهـ.

صفحة رقم 196
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية