آيات من القرآن الكريم

قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ

﴿قَالَ﴾ استئنافٌ كأمثاله ﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى﴾ الباءُ للقسم كما في قوله تعالى

صفحة رقم 218

الأعراف آية ١٧ ١٩
فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ فإن إغواءَه تعالى إلى إيَّاهُ أثرٌ من آثارِ قدرته عز وجل وحُكمٌ من أحكام سلطانِه تعالى فمآلُ الإقسامِ بهما واحدٌ فلعل اللعينَ أقسمَ بهما جميعاً فحكة تارةً قسَمَه بأحدِهما وأُخرى بالآخر والفاءُ لترتيبِ مضمونِ الجملةِ على الإنظار وما مصدريةٌ أي فأقسم بإغوائك إياي ﴿لاقْعُدَنَّ لَهُمْ﴾ أو للسببية على أن الباءَ متعلقةٌ بفعل القسمِ المحذوفِ لا بقوله لاقْعُدَنَّ لَهُمْ كما في الوجه الأول فإن اللام تصُدّ عن ذلك أي فبسبب إغوائِك غياي لأجلهم أُقسم بعزتك لأقعُدّن لآدمَ وذرِّيتِه ترصّداً بهم كما يقعُد القُطّاع للقطع على السابلة ﴿صراطك المستقيم﴾ الموصِلَ إلى الجنة وهو دينُ الإسلام فالقعودُ مجازٌ متفرع على الكتابة وانتصابُه على الظرفية كما في قوله كما عَسَلَ الطريقَ الثعلبُ وقيل على نزع الجارِّ تقديرُه على صراطك كقولك ضرب زيد الظهرَ والبطنَ

صفحة رقم 219
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية