آيات من القرآن الكريم

قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ

و ﴿أَرْجِهْ﴾ أي أَخّره مثل قوله الحق: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ... ﴾ [التوبة: ١٠٦].
أي أنهم مؤخرون للحكم عليهم وهم الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزو فخلفوا وأرجئ أمرهم حتى نزل فيهم قوله سبحانه: ﴿وَعَلَى الثلاثة الذين خُلِّفُواْ﴾ إلخ الآية.
وقولهم: ﴿أَرْجِهْ وَأَخَاهُ﴾ [الأعراف: ١١١]
وهكذا كان طلب الإرجاء لأن المسألة أخطر من أن يُتَصَرَّف فيها تصرفاً سريعاً

صفحة رقم 4287

بل تحتاج إلى أن يؤخَّر الرأي فيها حتى يجتمع الملأ، ويرى الجميع كيفية مواجهتها، فهي مسألة ليست هينة لأن فيها نقض ألوهية فرعون، وفي هذا دك لسلطان الفرعون وإنهاء لانتفاعهم هم من هذا السلطان. فإذا كان قد قال لهم: ﴿فَمَاذَا تَأْمُرُونَ﴾.
فكأنه كان يطلب منهم الرأي فوراً، لكنهم قالوا إن المسألة تحتاج إلى تمهل وبطء، وأول درجات البطء والتمهل أن يُستدعى القوم الذين يفهمون في السحر. فما دمنا نقول عن موسى: إنه ساحر، فلنواجهه بما عندنا من سحر: وقبول فرعون لهذه المشورة هدم لألوهيته؛ لأنه يدعي أنه إله ويستعين بمألوه هم السحرة، والسحرة أتباع له. وقوله الحق كان على ألسنتهم: ﴿وَأَرْسِلْ فِي المدآئن حَاشِرِينَ﴾ [الأعراف: ١١١]
يدل على أن السحر كان منتشراً، ومنبثقاً في المدائن وقد أتبع سبحانه هذا القول على لسان الملأ بقوله: ﴿يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ﴾

صفحة رقم 4288
تفسير الشعراوي
عرض الكتاب
المؤلف
محمد متولي الشعراوي
الناشر
مطابع أخبار اليوم
سنة النشر
1991
عدد الأجزاء
20
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية