آيات من القرآن الكريم

سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ

لَمَّا كانَ الانفضاض أوَّلاً من المنافقين، ثم تبعهم بعض المؤمنين، بيَّنَ لهم حقيقة حالهم لئلا يوافقهم في أفعالهم فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ ﴾: سئل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن المنافق فقال: هو الذي يصف الإسلام ولا يعمل به، والمراد هنا: ابن أبي وأصحابه ﴿ قَالُواْ ﴾: بلا اعتقاد ﴿ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾: لأن الشهادة أخبار عن شهود واطلاع فكذبهم في تسميتهم شهادة، وأما " شهادة الزور " فيجوز، وأفاد أنَّ الإيمان تصديق بالقلب، والكلام الحقيقيُّ كلام القلب، ومن قال خلال معتقده فكاذبٌ ﴿ ٱتَّخَذُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ ﴾: الكاذبة ﴿ جُنَّةً ﴾: سترةً ﴿ فَصَدُّواْ ﴾: أعرضوا أو منعوا ﴿ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ ﴾: المذكور من قبائحهم ﴿ بِأَنَّهُمْ آمَنُواْ ﴾: بلسانهم ﴿ ثُمَّ كَفَرُوا ﴾: استمروا على كفرهم باطنا ﴿ فَطُبِعَ ﴾: ختم ﴿ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ ﴾: فاستحكموا في الكفر ﴿ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ﴾: الإيمان ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ﴾ لحسن ظاهرها ﴿ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ﴾ لفصاحتهم، حال كونهم ﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ ﴾ أخشاب ﴿ مُّسَنَّدَةٌ ﴾ في عدم نفعهم، إذ المنتفع به لا يكون إلا في نحو سَقف، أو جمع خشبة: أخشبة تآكَلَ جوفها، فالتشبيه في قبح باطنهم وخلوهم عن الإيمان ﴿ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ ﴾ من إنشاد ضالة وغيره، واقعة ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾ لجبنهم واتهامهم.
﴿ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ﴾ لاتأمنهم ﴿ قَاتَلَهُمُ ﴾ لعنهم ﴿ ٱللَّهُ ﴾ علمنا الدعاء عليهم ﴿ أَنَّى ﴾ كيف ﴿ يُؤْفَكُونَ ﴾ يصرفون عن الحق ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ ﴾ معتذرين ﴿ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ ﴾ أمالوا أو حركوا استهزاء ﴿ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ ﴾ يعرضون عنه ﴿ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ﴾ عنه ﴿ سَوَآءٌ ﴾ مستو ﴿ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ ﴾ أي: استغفارك ﴿ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ﴾ أي: عدم استغفارك ﴿ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ﴾ لشوقتهم الأزلية ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ ﴾ في علمه ﴿ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ ﴾ للأنصار ﴿ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ ﴾ يتفرقوا عنه ﴿ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ فهو رازقهم ﴿ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ ﴾ للمهاجرين ﴿ لَئِن رَّجَعْنَآ ﴾: عن غزوة بني المصطلق ﴿ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ ﴾: عنوا أنفسهم لعنهم الله تعالى ﴿ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ ﴾: عنوا الصحابة رضي الله عنهم ﴿ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ ﴾: الغلبة ﴿ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾: لأنه أعزهم ﴿ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: أتى بالفقه أولا، وبالعلم ثانيا ليفيد عدم كياستهم وفهمهم بالأول وحماقتهم بالثاني ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ ﴾: لا تشغلكم ﴿ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ ﴾: أي: اللهو بهما ﴿ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ﴾: أي: طاعاته كالمنافقين ﴿ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ﴾: اللهو ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ * وَأَنفِقُواْ مِن ﴾: بعض ﴿ مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ ﴾ أمهلتني ﴿ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ ﴾: بأتصدق ﴿ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ ﴾: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كلُّ مَن قصَّر في الحجم الزكاة فكذلك عند الموت ﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ ﴾: المقدر ﴿ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾: فيجازيكم - واللهُ أعْلَمُ.

صفحة رقم 713
الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
نور الدين أحمد بن محمد بن خضر العمري الشافعي الكازروني
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية