آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ

وقال البخاري: حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن حفصة بنت سيرين، عن أمّ عطية رضي الله عنها قالت: "بايعنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقرأ علينا: (أن لا يشركن بالله شيئا)، ونهانا عن النّياحة، فقبضتِ امرأةٌ يدَها فقالت: أسعدتْني فلانة فأريد إن أجزيها، فما قال لها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيئاً، فانطلقتْ ورجعت، فبايعها.
(صحيح البخاري ٨/٥٠٦ - ك التفسير - سورة الممتحنة، ب (الآية) ح٤٨٩٢).
وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان قال: الزهري، حدثناه قال: حدثني أبو إدريس سمع عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كنا عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "أتبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا؟ وقرأ آية النساء - وأكثرُ لفظ سفيان: قرأ الآية -فمن وَفى منكم فأجرُه على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئاً من ذلك فستره الله فهو إلى الله: إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له".
تابعه عبد الرزاق عن معمر "في الآية".
(صحيح البخاري ٨/٥٠٦ - ك التفسير - سور الممتحنة، ب (الآية) ح٤٨٩٤).
وقال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب قال: وأخبرني ابن جريج أنَّ الحسن بن مسلم، أخبره عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكلهم يُصليها قبل الخطبة ثم يخطب بعد، فنزل نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكأني أنظر إليه حين يُجلِّس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال فقال: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) حتى فرغ من الآية كلها.
ثم قال حين فرغ: "أنتُنّ على ذلك؟ " وقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها: نعم يا رسول الله. لا يدري الحسن من هي. قال: "فتصدقن" وبسط بلال ثوبه، فجعلن يلقين الفَتْخَ والخواتيم في ثوب بلال.
(صحيح البخاري ٨/٥٠٦ - ك التفسير - سورة الممتحنة، ب (الآية) ح٤٨٩٥).

صفحة رقم 478

روى مالك: عن محمد بن المنكدر، عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت: آتيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نسوة يبايعنه على الإسلام. فقلن: يا رسول الله! نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف. فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فيما استطعتم وأطقتن" قالت فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا. هلمّ نبايعك يا رسول الله! فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة".
(الموطأ ٢/٩٨٢ ح٢ - ك البيعة، ب ما جاء في البيعة)، وأخرجه الترمذي (٤/١٥١ - ك السير، ب ما جاء في بيعة النساء)، والنسائي (٧/١٤٩ - ك البيعة، ب بيعة النساء)، وابن ماجة (٢/٩٥٩ ح٢٨٧٤ - ك الجهاد، ب بيعة النساء) كلهم من طريق مالك به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، قال ابن كثير: إسناده صحيح (التفسير ٨/١٢٢)، وقال الألباني: صحيح (صحيح ابن ماجة ٢/١٤٥).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) يقول: لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهم.
قوله تعالى (وَلَا يَسْرِقْنَ)
قال البخاري: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن هنداً قالت للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن أبا سفيان رجل شحيح، فأحتاجُ أن آخذ من ماله، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف".
(الصحيح ١٣/١٨٣ - ك الأحكام، ب القضاء على الغائب ح٧١٨٠)، (وصحيح مسلم ٣/١٣٣٨ ح١٧١٤ - ك الأقضية، ب قضية هند).
قوله تعالى (وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ... )
قال مسلم: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم.
جميعاً عن أبي معاوية. قال زهير: حدثنا محمد بن حازم. حدثنا عاصم عن حفصة، عن أم عطية. قالت: لما نزلت هذه الآية (يبابعنك على أن لا يشركن بالله شيئا... ولا يعصينك في معروف) قالت: كان منه النياحة. قالت فقلت:

صفحة رقم 479

يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية فلابد من أن أسعدهم. فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إلا آل فلان".
(الصحيح ٢/٦٤٦ ح بعد رقم٩٣٦ - ك الجنائز، ب التشدد في النياحة)، وأخرج الترمذي نحوه من حديث أم سلمة الأنصارية، وفيه: "... فأبى عليّ، فأتته مراراً فأذن لي في قضائهن... " (السنن ٥/٤١١-٤١٢، ح٣٣٠٧) وحسنه وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ح٣٣٠٧)، وأخرج البخاري بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى (ولا يعصينك في معروف) قال: إنما هو شرط شرطه الله للنساء. (الصحيح - تفسير سورة الممتحنة - ب إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ح٤٨٩٣).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (ولا يعصينك في معروف) يقول: لا ينحن.
قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة)... الآية، الكافر لا يرجو لقاء ميته ولا أجره.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور) قال: من ثواب الآخرة حين تبين لهم عملهم، وعاينوا النار.

صفحة رقم 480
الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
حكمت بشير ياسين
الناشر
دار المآثر للنشر والتوزيع والطباعة- المدينة النبوية
سنة النشر
1420 - 1999
الطبعة
الأولى ، 1420 ه - 1999 م
عدد الأجزاء
4
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية