
﴿وهذا كتاب أنزلناه﴾ تحقيقٌ لنزول القرآن الكريم بعدج تقرير إنزال ما بَشَّر به من التوراة وتكذيبٌ لهم في كلمتهم الشنعاءِ إثرَ تكذيبٍ ﴿مُّبَارَكٌ﴾ أي كثيرُ الفوائد وجمُّ المنافع ﴿مُّصَدّقُ الذى بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ من التوراة لنزوله حسبما وُصِف فيها أو الكتُبِ التي قبله فإنه مصدِّقٌ للكل في إثبات التوحيد والأمرِ به ونفي الشرْك والنهي عنه وفي سائر أصولِ الشرائعِ التي لا تُنسخ ﴿وَلِتُنذِرَ أُمَّ القرى﴾ عطفٌ على ما دل عليه مبارك أي للبركات وإنذارك أهل مكة إنما ذُكرت باسمها المُنبىءِ عن كونها أعظم القرآ شأناً وقِبْلةً لأهلها قاطبةً إيذاناً بأن إنذارَ أهلِها أصلٌ مستتبِعٌ لإنذار أهلِ الأرض كافة وقرىء
صفحة رقم 162
الأنعام آية ٩٣ ٩٤
لينذرَ بالياءِ على أنَّ الضمير للكتاب ﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ من أهل المدَر والوبَر في المشارق والمغارب ﴿والذين يُؤْمِنُونَ بالأخرة﴾ وبما فيها من أفانين العذاب ﴿يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ أي بالكتاب لأنهم يخافون العاقبةَ ولا يزال الخوف يحملهم على النظرة والتأمُّل حتى يؤمنوا به ﴿وَهُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ تخصيصُ محافظتِهم على الصلاة بالذكر من بين سائر العبادات التي لا بد للمؤمنين من أدائها للإيذان بإنافتِها من بين سائر الطاعات وكونِها أشرفَ العباداتِ بعد الإيمان