آيات من القرآن الكريم

وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ

قواعد التوحيد في الدنيا لله- سبحانه وتعالى- وإن اختلفت في الشكل وطرق الأداء والمعجزات، تبعا لظروف كل زمن وأمة، أولئك الذين آتيناهم الكتاب كصحف إبراهيم وتوراة موسى، وزبور داود وإنجيل عيسى، وآتيناهم الحكم والعلم والفهم الصادق، والنبوة ولا شك أن كل نبي كذلك إذا أساس النبوة العلم، والفقه، والفهم والفطانة، فالنبوة قيادة وزعامة في الدين والدنيا وهل تتم بدون هذا؟
أما الحكم بمعنى فصل القضاء والحكم بين الناس فلم يعط لكل نبي، وهذه مراتب الفضل فيهم، فكلهم أوتى الحكم والنبوة إذ كل من أوتى النبوة أوتى الحكم وليس كل من أوتى النبوة أوتى الكتاب.
فإن يكفر كفار قريش بالكتاب والحكم والنبوة التي أوتيت كلها لك يا محمد فقد وكلنا بعنايتها، والعمل على خدمتها، والدعوة إليها قوما كراما، ليسوا بكافرين بها، والمراد بهؤلاء القوم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المهاجرين والأنصار ومن جاء بعدهم. ودعا بدعوتهم إلى يوم الدين.
أولئك الذين هداهم الله، ووفقهم: أئمة الدين وأعلام الهدى فبهداهم هذا اقتد، وقد جمع نبينا خصالهم في الخير فكان خاتم النبيين وإمام المرسلين.
قل لهم: لا أسألكم على القرآن أجرا ولا منفعة خاصة، وما هو إلا ذكرى للعالمين، وهدى للمتقين.
إثبات رسالة الرسل وأثرها [سورة الأنعام (٦) : الآيات ٩١ الى ٩٢]
وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (٩١) وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩٢)

صفحة رقم 638

المفردات:
وَما قَدَرُوا اللَّهَ يقال: قدرت الشيء: عرفت مقداره، والمراد ما عرفوا الله حق المعرفة. قَراطِيسَ: جمع قرطاس، وهو ما يكتب فيه من ورق أو غيره.
مباركا: كثير البركة. أُمَّ الْقُرى المراد بها: مكة المكرمة.
المعنى:
من عرف الله حقيقة، وأدرك ما يجب في حقه، وما يستحيل، وما يجوز، لا يسعه إلا أن يعترف بالرسالة والسفارة بين الخلق والخالق- جل جلاله- فالله لا يحده مكان، وليس له زمان وهو مخالف للحوادث يستحيل عليه أن يخاطب البشر مباشرة:
وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ثم يفضى الرسول إلى الخلق بالتعليمات الإلهية، فمن أنكر الرسالة ما قدر الله حق قدره ولا عظّمه حق تعظيمه، بل ما عرفه أصلا.
والله العالم بكل شيء القادر لا يعجزه شيء، الذي وسعت رحمته كل شيء يعلم أن الخلق لا يمكن أن تصل إلى الغرض المقصود إلا بالهداة والمرشدين من الأنبياء والمرسلين، فمن ينكر رسالتهم ما عرف الله حق المعرفة، ولا قدره حق قدره.
قل لهؤلاء يا محمد: من أنزل الكتاب على موسى؟ وأنتم تعترفون بالتوراة إذا قلتم:
لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ وقد أرسلتم الوفد تسألونهم عن محمد ودينه فكيف تقولون: ما أنزل الله على بشر من شيء!!! وقيل في الآية معنى آخر...
من أنزل التوراة على موسى نورا وهدى للناس وقد كانت التوراة كذلك حتى غيروها وحرفوها ونسوا حظا كثيرا منها، وجعلوها قراطيس مقطعة، وورقات مفرقة، ليتمكنوا مما راموا من التحريف والتبديل، وقد كان الحبر يفتي بالتوراة ويظهرها، وإذا

صفحة رقم 639
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية