آيات من القرآن الكريم

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ

وقال أهل العلم: (وهذه الآية تدل على أن شريعة محمد - ﷺ - وشريعة الأنبياء الماضين (١) واحد (٢) حيث أمر بالاقتداء بهم، وكل شيء ثبت عن نبي من الأنبياء ما لم ينسخ فعلينا الأخذ به).
٩١ - قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ قال ابن عباس: (يقول: ما عظموا الله حق تعظيمه) (٣).
وهو قول الحسن (٤) والفراء (٥) والزجاج (٦)، وروي عن ابن عباس [أيضًا (ما آمنوا أن الله على كل شيء قدير) (٧).

(١) أي في التوحيد، أما أعمال الشرائع فمختلفة، انظر: "تفسير ابن عطية" ٥/ ٢٧٦، والرازي ١٣/ ٧١ - ٧٢، والقرطبي ٧/ ٣٥ - ٣٦، وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في "الفتاوى" ١٩/ ٧: (وشرع من قبلنا إنما هو شرع لنا فيما ثبت أنه شرع لهم دون ما رووه لنا) اهـ.
(٢) الأولى: واحدة لأنها خبر عن الشريعة فتوافقها في التأنيث.
(٣) "تنوير المقباس" ٢/ ٤٠، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٧٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٨٣، والرازي في "تفسيره" ١٣/ ٧٢، والخازن ٢/ ١٥٧، وهو اختيار الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٦٦، والجوهري في "الصحاح" ٢/ ٧٨٦، وابن كثير ٢/ ١٧٤.
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٥/ ٦٣، في الآية: (قال المفسرون: ما عظموا الله حق عظمته، وهذا صحيح، وتلخيصه أنهم لم يصفوه بصفته التي تنبغي له تعالى) اهـ. وانظر: "مجمل اللغة" ٣/ ٧٤٥ (قدر).
(٤) ذكره الماوردي في "تفسيره" ٢/ ١٤١، وابن الجوزي ٣/ ٨٣، والقرطبي ٧/ ٣٧.
(٥) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٣.
(٦) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧١.
(٧) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٦٨، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٤١ بسند جيد، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٥٣.

صفحة رقم 273

وقال أبو العالية (١)]: (ما وصفوه حق صفته) (٢)، وهو قول الليث (٣) من أهل اللغة، وقال الأخفش (٤) وأبو عبيدة (٥): (ما عرفوه حق معرفته)
ويقال: قدر (٦) الشيء: إذا حزره وسبره وأراد أن يعلم مقداره، يقدره بالضم، قَدْرًا، ومنه قوله عليه السلام: " إن غمّ عليكم فاقدروا له" (٧)، أي: فاطلبوا أن تعرفوه، هذا أصله في اللغة، ثم (٨) يقال لكل من عرف شيئًا: هو يقدر قدره، ولا يقدر قدره إذا لم يعرفه بصفاته وما هو منعوت به، فقوله ﴿مَا

(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ش).
(٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٧٩، وابن الجوزي في "تفسيره" ٣/ ٨٣، والرازي ١٣/ ٧٢، والخازن ٢/ ١٥٧.
(٣) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٨٩٧، وانظر: "العين" ٥/ ١١٣.
(٤) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٣/ ٧٢، والخازن ٢/ ١٥٧، ولم أقف عليه في "معانيه".
(٥) "مجاز القرآن" ١/ ٢٠٠، وهو قول اليزيدي في "غريب القرآن" ص ١٣٩، وذكر هذا القول النحاس في "معانيه" ٢/ ٤٥٦ - ٤٥٧، وقال: (هذا قول حسن؛ لأن معنى قدرت الشيء وقدرته: عرفت مقداره، ويدل عليه قوله جل وعلا: {إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ٩١]، أي: لم يعرفوه حق معرفته، إذ أنكروا أن يُرسل رسولاً، وقيل: المعنى: وما عظموا الله حق عظمته، ومن هذا لفلان قَدرٌ، والمعنيان متقاربان) اهـ.
(٦) قدر الشيء: بفتح القاف والدال يَقْدِرُه، قَدْرًا، انظر: "الجمهرة" ٢/ ٦٣٥، و"اللسان" ٦/ ٣٥٤٧ (قدر).
(٧) الحديث متفق عليه أخرجه البخاري (١٩٠٦)، كتاب الصوم، باب قول النبي: "إذا رأيتم الهلال" ومسلم (١٠٨٠) كتاب الصوم، باب وجوب صوم رمضان، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ عليكم فَاقْدِرُوا له"). وانظر: "شرح مسلم" للنووي ٧/ ٢٦٦، و"فتح الباري" ٤/ ١٢٠.
(٨) لفظ: (ثم) ساقط من (ش).

صفحة رقم 274

قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} صحيح في المعاني التي ذكرنا (١).
وقوله تعالى. ﴿إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾ قال ابن عباس: (كان مالك بن الضيف (٢) رأس اليهود، وكان سمنًا، فأتى رسول الله - ﷺ - بمكة، فقال له رسول الله - ﷺ -: "أنشدك باللهِ الذي أنزل التوراة على موسى هل تجد فيها أن الله يبغض الحبر (٣) السمين؟ "، قال: نعم. قال: "فأنت الحبر السمين، قد سمنت من مأكلتك التي [يطعمك] (٤) اليهود"، فضحك القوم فغضب مالك، وقال: ﴿مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ﴾) (٥)، وهذا قول

(١) نقل قول الواحدي الرازي في "تفسيره" ١٣/ ٧٢، وذكر مثل قول الواحدي الخازن في "تفسيره" ٢/ ١٥٧، وقال ابن عطية في "تفسيره" ٥/ ٢٧٩: (هو من توفية القدر والمنزلة فهي عامة يدخل تحتها من لم يعرف ومن لم يعظم وغير ذلك، غير أن تعليله بقولهم: (ما أنزل الله) يقضي بأنهم جهلوا ولم يعرفوا الله حق معرفته إذ أحالوا عليه بعثة الرسل) اهـ.
وانظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ١٦٨، و"الفتاوى" ١٣/ ١٦٠ - ١٦٤، و"بدائع التفسير" ٢/ ١٦٢.
(٢) مالك بن الضَّيْف: يهودي خاصم النبي عليه السلام، ويقال فيه: ابن الصيف بالصاد المهملة، وهما روايتان فيه، ذكره ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ١٧٤.
(٣) حديث: "إن الله يبغض الحبر السمين" تكلم فيه أهل العلم، قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص ١٢٥: (ما علمته في المرفوع). وانظر: "تخريج أحاديث الكشاف" للزيعلي ١/ ٤٤٣، و"الكافي الشاف" ص ٦٢، و"تمييز الطيب من الخبيث" ص ٨٢، و"الفتح السماوي" ٢/ ٦١١، و"كشف الخفاء" ١/ ٢٨٩.
(٤) في (أ): (تطعمك).
(٥) ذكره ابن الجوزي ٣/ ٨٢، والرازي ١٣/ ٧٤، وأبو حيان في "البحر" ٤/ ١٧٦، وذكره أكثرهم بلا نسبة. انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧١، والنحاس ٢/ ٤٥٧، والسمرقندي ١/ ٥٠٠، و"غرائب الكرماني" ١/ ٣٧٠، وابن عطية ٥/ ٢٨٠، وفي "تنوير المقباس" ٢/ ٤٠: قال: (نزلت الآية في مالك بن الصيف) اهـ.

صفحة رقم 275

الحسن (١) وسعيد (٢) بن جبير وعكرمة (٣) وأكثر أهل التفسير (٤)، وروي عن ابن عباس: (أن اليهود قالوا: يا محمد، أنزل الله عليك كتابًا؟ قال: "نعم". قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتابًا، فأنزل الله هذه الآية) (٥).
وقوله تعالى: ﴿تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ﴾ قال المفسرون (٦): (أي: تكتبونه في قراطيس مقطّعة حتى لا تكون مجموعة لتخفوا منها ما شئتم ولا يشعر بها العوام). (تبدونها) يعني: القراطيس (٧) ﴿وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾ قال ابن عباس: (يريد: تظهرون بعض ما فيها، ﴿وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾: مما لا تهوون) (٨)، قرأ

(١) ذكر هود الهواري ١/ ٥٤٢، والقرطبي ٧/ ٣٧ عن الحسن قال: (نزلت في اليهود).
(٢) أخرجه الطبري ٧/ ٢٦٧، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٤٢ بسند ضعيف، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٥٤٠، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وذكره الواحدي في "أسباب النزول" ص ٢٢٢ - ٢٢٣، والرواية فيها الحديث السابق، فهو ضعيف ومرسل.
(٣) أخرجه الطبري ٧/ ٢٦٧ بسند ضعيف، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٥٤.
(٤) ومنهم مقاتل في "تفسيره" ١/ ٥٧٤، وانظر: "الرازي" ١٣/ ٧٤، والخازن ٢/ ١٥٨.
(٥) أخرجه الطبري ٧/ ٢٦٨، وابن أبي حاتم ٤/ ١٣٤٢ بسند جيد، وأخرج الطبري من طرق جيدة عن محمد بن كعب وقتادة والسدي أنها نزلت في اليهود، وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٥٤، وهو قول الزجاج ٢/ ٢٧١.
وقال ابن كثير ٢/ ١٧٤: (قال ابن عباس ومجاهد وعبد الله بن كثير: نزلت في قريش، واختاره الطبري، وهو الأصح؛ لأن الآية مكية، واليهود لا ينكرون إنزال الكتب من السماء، وقريش والعرب قاطبة كانوا ينكرون إرسال محمَّد (لأنه من البشر) اهـ.
(٦) انظر: الطبري ٧/ ٢٦٩، وأخرج نحوه عن مجاهد وعكرمة.
(٧) انظر: الطبري ٧/ ٢٦٩، والسمرقندي ١/ ٥٠٠، والبغوي ٣/ ١٦٧، وابن الجوزي ٣/ ٨٤.
(٨) في "تنوير المقباس" ٢/ ٤٠ نحوه.

صفحة رقم 276

أبو عمرو وابن كثير: (يجعلونه) بالياء (١) وكذلك: يبدون، (ويخفون) (٢)؛ لأنهم غيب، يدل على ذلك قوله (٣): ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا﴾، ﴿قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ﴾، (يجعلونه)، ومن قرأ بالتاء فعلى الخطاب أي: قل لهم ﴿تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ﴾.
قال أبو علي: (ومعنى ﴿تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ﴾: تجعلونه ذوات (٤) قراطيس أي: تودعونه إياها.
وقوله تعالى: ﴿تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا﴾ يحتمل موضعه ضربين: أحدهما. أن يكون صفة للقراطيس؛ لأن النكرة توصف بالجمل (٥) والآخر: أن تجعله حالاً من ضمير الكتاب من قوله: ﴿تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ﴾ على أن تجعل الكتاب: القراطيس في المعنى؛ لأنه مكتتب فيها (٦)، ومن

(١) قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (يجعلون قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا) بالياء في الأفعال الثلاثة على الغيبة، وقرأ الباقون بالتاء في الثلاثة على الخطاب.
انظر: "السبعة" ص ٢٦٢، و"المبسوط" ص ١٧٢، و"التذكرة" ٢/ ٤٠٤، و"التيسير" ص ١٠٥، و"النشر" ٢/ ٢٦٠.
(٢) في (ش): (تجعلونه، وتبدون، وتخفون) بالتاء. وفي (أ): (يبدون) والأولى (يبدونها).
(٣) لفظ: (قوله) ساقط من (ش).
(٤) فيكون على حذف مضاف، وقال النحاس في "إعرابه" ١/ ٥٦٥: (تجعلونه في قراطيس) اهـ، وعليه يكون منصوب بنزع الخافض، وهو قول مكي في "المشكل" ١/ ٢٦٠، وابن الأنباري في "البيان" ١/ ٣٣١، وانظر: "التبيان" ١/ ٣٤٦، و"الفريد" ٢/ ١٨٨، و"الدر المصون" ٥/ ٣٥.
(٥) وهذا قول العكبري في "التبيان" ١/ ٣٤٦، وقال مكي في "المشكل" ١/ ٢٦٠: (تبدونها) نعت للقراطيس، وقوله: (وتخفون) مبتدأ لا موضع له من الإعراب. اهـ، وانظر: "الدر المصون" ٥/ ٣٦
(٦) قال السمين في "الدر" ٥/ ٣٦: (وقد جوز الواحدي في: "تبدون"، أن يكون =

صفحة رقم 277

قرأ بالتاء فحجته قوله: ﴿وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا﴾ [الأنعام: ٩١] فجاء علي الخطاب فكذلك يكون ما قبله) (١).
وقال الفراء في هذه الآية: ([يقول]: (٢) تبدون (٣) ما تحبون وتكتمون صفة محمد صلى الله عليه وسلم) (٤).
وقوله تعالى: ﴿وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ﴾ الأكثرون (٥) علي أن هذا خطاب لليهود، يقول: ﴿وَعُلِّمْتُمْ﴾ على لسان محمد - ﷺ - ﴿مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ﴾، وقال الحسن في هذا: (جعل لهم علم ما جاء به محمد عليه السلام فضيّعوه ولم ينتفعوا به) (٦).
وقال مجاهد: (هذا خطاب للمسلمين [يذكرهم النعمة] (٧) فيما علمهم على لسان محمد - ﷺ -) (٨).

= حالاً من ضمير الكتاب من قوله: ﴿تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ﴾ على أن تجعل الكتاب القراطيس في المعنى؛ لأنه مكتتب فيها. انتهى. وقوله: على أن تجعل اعتذارًا عن مجيء ضميره مؤنثًا، وفي الجملة فهو بعيد أو ممتنع) اهـ.
(١) "الحجة" لأبي علي ٣/ ٣٥٥ - ٣٥٦، وانظر: في "توجيه القراءة"، و"معاني القراءات" ١/ ٣٧٠ - ٣٧١، و"إعراب القراءات" ١/ ١٦٤، و"الحجة" لابن خالويه ص ١٤٥، و"الحجة" لابن زنجلة ص٢٦٠ - ٢٦١، و"الكشف" ١/ ٤٤٠.
(٢) لفظ: (يقول) ساقط من (أ).
(٣) جاء في (أ): (يبدون ما يحبون ويكتمون....) بالياء بدل التاء.
(٤) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٣، وانظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٢٧١.
(٥) انظر: "تفسير البغوي" ٣/ ١٦٧، وابن الجوزي ٣/ ٨٤. وهو اختار الزمخشري في "الكشاف" ١/ ٣٥، وأبو حيان في "البحر" ٤/ ١٧٨.
(٦) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٨٠، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٦٧.
(٧) في (ش): (يذكرهم بالنعمة).
(٨) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٨٠، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٦٧، وأخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٧٠، وابن أبي حاتم ٥/ ٢٨٢ بسند جيد عنه قال: (هذه =

صفحة رقم 278

وقوله: ﴿قُلِ اللَّهُ﴾، قال الفراء: (هذا جواب لقوله: ﴿مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ﴾ ﴿قُلِ اللَّهُ﴾ أي: الله أنزله) (١).
قال أبو بكر: (فلما وضح معنى الإنزال لم يذكر إفراد الاسم، ألا ترى أن الرجل يقول للرجل: إذا قيل لك: من قام؟ فقل: زيد، تريد (٢) فقل: زيد قام) (٣).
قال الفراء (٤): (وإن شئت قلت: قل هو الله.. (٥))، قال أبو بكر: (فأضمر هو في هذا الموضع كما أضمر في قوله: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ [الكهف: ٢٢]، وفي قوله: ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ﴾ [النساء: ٨١]) (٦).
وقال أهل المعاني: (هذا من حسن تعليم السؤال والجواب).

= للمسلمين"، وفي "الدر المنثور" ٣/ ٥٤ عن مجاهد قال: ((وعلمتم) معشر العرب ﴿مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ﴾)
(١) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٣.
(٢) في (ش): (يريد)، بالياء.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) "معاني الفراء" ١/ ٣٤٣.
(٥) في (أ): (قل هو الله أحد)، ولعل زيادة (أحد) وهم من الناسخ.
(٦) لم أقف عليه. وأكثرهم على أن المعنى: قل الله أنزله، قال شيخ الإسلام في "الفتاوى" ١٠/ ٥٥٩: (المعنى: قل الله أنزل الكتاب، وهو كلام تام وجملة اسمية مركبة من مبتدأ وخبر، حذف الخبر لدلالة السؤال على الجواب، وهو قياس مطرد كثير في كلام العرب) ا. هـ. ملخصًا. ونحوه قال ابن القيم في "بدائع التفسير" ٢/ ١٦٣ - ١٦٦، وقال: (هذا معنى الآية الذي لا تحتمل غيره) اهـ، وقال ابن كثير ٢/ ١٧٥: (قال ابن عباس: أي: قل الله أنزله، وورد هو المتعين، لا ما قاله بعضهم من أن المعنى لا يكون خطابك لهم إلا كلمة: الله، وهذا أمر بكلمة مفردة من غير تركيب، وهو في لغة العرب لا يفيد فائدة يحسن السكوت عليها) ا. هـ. بتصرف، وانظر: الطبري ٧/ ٢٧٠، والسمرقندي ١/ ٥٠٠، وابن الجوزي ٣/ ٨٤، و"الدر المصون" ٥/ ٣٦.

صفحة رقم 279
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية