آيات من القرآن الكريم

قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۖ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ

نفوسهم، ولم يعملوا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، فقد أضاعوا عمرهم فيما لا يفيد، وهذا هو اللعب، وشغلوا أنفسهم عن الجد والعمل المفيد وهذا هو اللهو.
وغرتهم الدنيا، وغرهم بالله الغرور، يا أيها الرسول أعرض عنهم، ولا تبال بأمثال هؤلاء، وذكّر به من يخاف وعيدي خوف أن تبسل نفس في الآخرة بما كسبت، وترهن بما عملت، وتحبس بما قدمت كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ليس لكل نفس من دون الله ولى يلي أمرها، ويدفع عنها شرها، وليس لها شفيع يشفع لها:
ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ [سورة غافر آية ١٨].
وكيف يكون غير هذا وإن تفد النفس نفسها بكل فدية وعدل يتساوى مع الذنب لا يقبل منها أصلا وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ، وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ [سورة البقرة آية ٤٨].
أولئك الذين اتخذوا القرآن هزءا وسخرية واتخذوا دينهم لعبا ولهوا قد حرموا الثواب، وأسلموا أنفسهم للعذاب، وحبسوا في نير العقاب، ولهم شراب من حميم وغساق، جزاء من ربك وفاق، ولهم عذاب أليم.
الإسلام والشرك [سورة الأنعام (٦) : الآيات ٧١ الى ٧٣]
قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٧١) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)

صفحة رقم 628

المفردات:
أَعْقابِنا: جمع عقب، وهو مؤخر الرجل، ويقول العرب فيمن أحجم بعد إقدام: رجع على عقبيه ونكص، وارتد على عقبه ورجع القهقرى، ثم صار يطلق على كل تحول مذموم. اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ: ذهبت بعقله وهواه، وكانت العرب تزعم أن الجنون من تأثير الجن. حَيْرانَ: تائها ضالا عن الجادة لا يدرى ما يصنع. الصُّورِ: القرن، وهو كالبوق ينفخ فيه فيصعق من في السموات والأرض، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون!
المعنى:
قل لهم يا محمد: أتدعو من دون الله ما لا ينفعنا إذا دعوناه، ولا يضرنا إذا تركناه، وكيف نرد على أعقابنا، ونترك ديننا بعد إذ أسلمنا لله ربنا؟! أنعود إلى الكفر والشرك والضلال بعد الإسلام والهدى والنور؟ أنعود إلى ملة الكفر بعد إذ هدانا الله، ووفقنا إلى صراط مستقيم صراط الله العزيز الحكيم! إن هذا لشيء عجيب.
إننا إذا فعلنا ذلك كنا كالذي استهوته الشياطين وذهبت بعقله، وأطارت صوابه ولبّه، وأصبح حيران تائها لا يدرى كيف يسير، والحال أن له أصحابا يدعونه إلى الطريق الحق ويقولون له: ائتنا، ولكن أين هو منهم؟ فقد ختم على قلبه وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله؟
نعم، من يرتد مشركا والعياذ بالله بعد إيمانه كمن أصبح هائما على وجهه، لا يلوى على شيء تاركا رفاقه على الطريق الحق وهم ينادونه: الهدى والفلاح والخير والرشاد والطريق الحق هنا. عد إلينا فلا يستجيب لهم لانغماسه فيما يضره ولا ينفعه، وفيما ظن أنه خير والواقع أنه شر.

صفحة رقم 629
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية