
متعلقان بيرسل، وحفظة مفعول به، ويجوز تعليق الجار والمجرور بحفظة، لأنه جمع حافظ، وهو اسم فاعل، أي: يرسل من يحفظ عليكم أعمالكم (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) حتى ابتدائية أو غائية، وقد تقدمت كثيرا، وإذا ظرف مستقبل متعلق بتوفته، وجملة جاء في محل جر بالإضافة، وأحدكم مفعول به مقدم، والموت فاعل مؤخر، وجملة توفته رسلنا لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم (وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) الواو حالية، وهم مبتدأ، وجملة لا يفرطون في محل رفع خبر، والجملة حال. ولك أن تجعل الواو استئنافية، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان أنهم لا يفرطون بشيء من أمور العباد (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي، وردوا فعل ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعل، وجملة ردوا عطف على توفته، وإلى الله جار ومجرور متعلقان بردوا، ومولاهم بدل من الله أو نعت له، والحق نعت لمولاهم (أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) ألا حرف تنبيه واستفتاح، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والحكم مبتدأ مؤخر، والواو حرف عطف، وهو مبتدأ، وأسرع الحاسبين خبره، والجملة مستأنفة.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٦٣ الى ٦٤]
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٣) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٦٤)

الإعراب:
(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) كلام مستأنف لإقامة الحجة على البشر الظالم الذي يبدو ضعيفا حين يقع في الشدة، فإذا انزاحت عنه رجع إلى غيّه وعنفوانه وغطرسته. وقل فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره أنت، ومن اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وجملة ينجيكم خبر، ومن ظلمات جار ومجرور متعلقان بينجيكم، والجملة الاستفهامية في محل نصب مقول القول، والبر مضاف إليه، والبحر عطف على البرّ (تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) جملة تدعونه في محل نصب على الحال من الكاف في ينجيكم، أي: ينجيكم حال كونكم داعين إياه. أما ما جنح إليه الجلال من تقدير ظرف، وجعلها في محل جر بالإضافة، فهو بعيد جدا، لأن حذف المضاف إلى الجملة لم يسمع في كلامهم. وتدعونه فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعل، والهاء مفعول به، وتضرعا وخفية مصدران في موضع الحال من الواو، أي: تدعونه حال كونكم متضرعين مسرّين.
ويجوز إعرابهما على أنهما مصدران من معنى العامل لا من لفظه، كقولهم: قعدت جلوسا (لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) هذه الجملة منصوبة بإرادة القول، والقول حال، أي: تدعونه قائلين ذلك. ويجوز أن تكون لا محل لها من الإعراب لأنها مفسرة للدعاء، واللام موطئة للقسم، وإن شرطية وأنجانا فعل ماض في محل جزم فعل الشرط، والفاعل هو، ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به، ومن هذه جار ومجرور متعلقان بأنجانا، والإشارة الى الظلمات، وهي تجري مجرى الواحدة، ولنكونن اللام واقعة في جواب القسم، وجملة نكونن من الشاكرين لا محل لها لأنها جواب القسم لتقدمه