
﴿مَا قَطَعْتُمْ مّن لّينَةٍ﴾ أيْ أيُّ شيءٍ قطعتُمْ من نخلة وهى فعلى من اللَّوْنِ وياؤُهَا مقلوبةٌ من واوٍ لكسرةِ مَا قَبْلها كَدِيمةٍ وتجمعُ على ألوانٍ وقيلَ من اللينِ وتجمعُ على لِينٍ وهيَ النخلةُ الكريمةُ ﴿أَوْ تَرَكْتُمُوهَا﴾ الضميرُ لِمَا وتأنيثُهُ لتفسيرِهِ باللينةِ كما في قولِهِ تعالى مَّا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ يمسك لَهَا ﴿قَائِمَةً على أُصُولِهَا﴾ كما كانتْ منْ غيرِ أنْ تتعرضُوا لها بشيءٍ مَا وقُرِىءَ عَلى أُصُلِهَا
صفحة رقم 226
٧ ٦
إما على الاكتفاءِ من الواوِ بالضمِّ أو على أنَّه جمعُ كرُهُنٍ وقُرِىءَ قائماً على أصُولِهِ ذهاباً إلى لفظِ مَا ﴿فَبِإِذْنِ الله﴾ فذاكَ أي قطعُهَا وتركُهَا بأمرِ الله تعالى ﴿وَلِيُخْزِىَ الفاسقين﴾ أي وليذلَّ اليهودَ ويغيظَهُمْ أَذِنَ في قطعِهَا وتركِهَا لأنهُم إذا رأَوا المؤمنينَ يتحكمونَ في أموالِهِمْ كيفَ أحبُّوا ويتصرفونَ فيها حسبما شاؤا من القطعِ والتركِ يزدادونَ غيظاً ويتضاعفونَ حسرةً واستُدلَّ بهِ على جوازِ هدمِ ديارَ الكفرةِ وقطعِ أشجارِهم وإحراقِ زروعِهِم زيادةً لغيظِهِم وتخصيصُ اللينةِ بالقطعِ إنْ كانت من الألوانِ لاستبقاءِ العجوةِ والبَرْنيةِ اللتينِ هما كرامُ النخيلِ وإن كانتْ هي الكرامَ ليكونَ غيظُهُم أشدَّ وقولُهُ تعالى