آيات من القرآن الكريم

وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
ﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋ ﮍﮎ ﮐﮑ ﮓﮔ ﮖﮗ ﮙﮚﮛﮜ ﮞﮟ ﮡﮢﮣ ﮥﮦ ﮨﮩ ﮫﮬ ﮮﮯﮰ ﯓﯔﯕ

ولهم في الجنة حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون!! إن هذا كان لهم جزاء بسبب ما كانوا يعملون، على أنهم في الجنة يتمتعون- كما عرفت نوعا من نعيمهم- ولكن هل هو نعيم مصحوب بألم كنعيم الدنيا؟ لا: إنهم لا يسمعون فيها ما يكدرهم، ولا يسمعون فيها لغوا، ولا تأنيبا، ولا يقال لهم: أثمتم، لكنهم يسمعون فيها قولا سالما من كل عيب بأن يقول بعضهم لبعض: سلاما، وتقول لهم الملائكة: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
هؤلاء هم أصحاب اليمين وهذا جزاؤهم [سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٢٧ الى ٤٠]
وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١)
وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦)
عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠)
المفردات:
سِدْرٍ مَخْضُودٍ السدر: نوع من الشجر يمتاز بكثرة أوراقه وأغصانه إلا أن له شوكا فقيل: سدر مخضود أى: مقطوع الشوك. وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ الطلح: شجر الموز ومنضود: متراكب الثمر، أى: نضد أوله وآخره بالحمل فليست له سوق ظاهرة بل ثمره مرصوص بعضه فوق بعض بنظام. مَمْدُودٍ أى: دائم باق

صفحة رقم 596

لا يزول. ماءٍ مَسْكُوبٍ: جار لا ينقطع، وأصل السكب: الصب. وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ المراد: نساء مرتفعات الأقدار. أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً: خلقناهن خلقا وأبدعناهن إبداعا. عُرُباً: جمع عروب، وهن النساء المتحببات إلى أزواجهن بإظهار المحبة لهم.
وهذا هو الصنف الثاني، المتوسط في المرتبة، وهو يشمل عصاة المؤمنين بعد أخذهم جزاء المعصية أو العفو عنهم.
المعنى:
وأصحاب اليمين، ما أصحاب اليمين؟! وهذا أسلوب يدل على التفخيم لشأنهم، والتعجب من حالهم «١» هم في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، أى:
منبسط دائم، لا يزول بشمس، فهو كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وماء مسكوب منساب لا ينقطع، يجرى بين أيديهم، وفاكهة كثيرة، ليست مقطوعة ولا ممنوعة في أى وقت، وما أروع هذا البيان! وما أرقه حيث وصف السابقين بأقصى ما يتصور لأهل المدن من كونهم على سرر مصفوفة، تطوف عليهم خدامهم بأنواع الملاذ، ووصف هنا جزاء أصحاب اليمين بأقصى ما يتصور لأهل البوادي، وبأغلى شيء عندهم، من نزولهم في أماكن مخصبة، بين الماء المنسكب المتدفق الذي لا ينقطع، والشجر الكثيف، والظلال الوارفة والثمار الكثيرة فإن وصفها بالنظام يشير إلى الكثرة والجودة، والفرق بين الصنفين كالفرق بين عيشة البوادي والحواضر.
لهم هذا كله، وهم في فراش مرفوع على الأسرة، وقيل: إن هذا كناية عن النساء المرتفعات الأقدار والمنازل، إنا أنشأناهن، أى: النساء إنشاء وأبدعناهن إبداعا على أتم صورة، وأكمل وضع، فجعلناهن أبكارا لا ثيبات، وكن عربا متحببات إلى أزواجهن، أترابا، أى: مستويات في سن واحدة فليست الواحدة منهن عجوزا شمطاء، ولا طفلة بلهاء بل هن المستويات الكاملات في باب النساء أنشأهن ربك

(١) - وجملة الاستفهام خبر عن أصحاب اليمين.

صفحة رقم 597
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية