آيات من القرآن الكريم

يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ
ﭑﭒﭓﭔ

قال أبو عبيدة، والفراء، والمبرد، وابن قتيبة (١): موضونة: منسوجة مضاعفة متداخلة بعضها على بعض كما يوضن حلق الدروع، ومنه سمي الوضين، وهو بطان من سيور منسوجة مضاعفة تنسج فيدخل بعضه في بعض، وأنشدوا للأعشى (٢):

ومن نسج داوود موضونة تساق مع الحي عيرًا فعيرا
قال المفسرون: مرمولة منسوجة بقضبان الذهب مشبكة بالدر والياقوت والزبرجد، وهو قول الكلبي، ومجاهد، ومقاتل (٣).
وقال الضحاك: مصفوفة، وهو قول ابن عباس في رواية الوالبي (٤).
١٧ - قوله تعالى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ قال أبو عبيدة: لا يهرمون ولا يتغيرون (٥)، ونحو ذلك قال الفراء، قال: والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه لمخلد، وإذا لم تذهب أسنانه من الكبر قيل: إنه لمخلد، قال: ويقال مخلدون: مقرَّطون، ويقال مسورون (٦).
وأنشد غيره:
(١) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٤٨، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٢٢، و"تفسير غريب القرآن" ص ٤٤٦.
(٢) "ديوانه" ص ٩٠، و"معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١١٠، و"اللسان" ٣/ ٩٤٤ (وضن)، و"تفسير غريب القرآن" ص ٤٠٩.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٣٢، و"تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤٦، و"تفسير مقاتل" ١٣٧ ب، و"جامع البيان" ٢٧/ ٩٩، و"المصنف" ١٣/ ١٣٩.
(٤) انظر: "جامع الييان" ٢٧/ ١٠٠، و"الثعلبي" ١٢/ ٥٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٨٠.
(٥) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٤٩.
(٦) انظر: "معاني القرآن" ٣/ ١٢٢ - ١٢٣.

صفحة رقم 221

ومخلداتٍ باللجين كأنما أعجازهن أقاوز الكثبان (١)
وهذا قول ابن الأعرابي قال: مخلدون مقرَّطون بالخلدة، وجمعها خلد، وهي القرطة.
وروى عمرو عن أبيه: خلَّد جاريته إذا حلَّاها بالخلد وهي القرطة، وخلَّد إذا أسنَّ ولم يشب (٢).
قال ابن عباس: غلمان لا يموتون وهو قول مجاهد (٣)، وعلى هذا هو من الخلود الذي هو البقاء بلا موت.
وقال الكلبي ومقاتل: لا يكبرون ولا يهرمون ولا يتغيرون (٤).
وقال سعيد بن جبير والمؤرج: مقرطون (٥).
والمراد بالولدان: الغلمان، وهم وإن لم يولدوا ولم يحصلوا عن ولادة أطلق عليهم هذا الاسم، لأن العرب تسمي الغلمان ولدانًا، وبعضهم احترز فجعل الولدان هاهنا ولدان المسلمين الذين يموتون ولا حسنة لهم ولا سيئة، وهذا القول يروى عن علي والحسن، قالا: لأن الجنة لا ولادة فيها (٦)،
(١) البيت في "تهذيب اللغة" ٧/ ٢٧٧، و"اللسان" ١/ ٨٧٦ (خلد) و٣/ ١٨٦ (قوز)، و"تفسير غريب القرآن" ص ٤٤٧، ولم ينسب لقائل، واللجين هي الفضة.
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" ٧/ ٢٧٩ (خلد).
(٣) انظر: "تفسير مجاهد" ٢/ ٦٤٦، و"تنوير المقباس" ٥/ ٣٣٣.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٢٨١، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٠٢، ولم أقف عليه في "تفسير مقاتل".
(٥) "الكشف والبيان" ١٢/ ٥٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٨١، و"اللسان" ص ٨٧٦ (خلد). قال الألوسي: أي مبقون أبدًا على شكل الولدان، وحد الوصافة لا يتحولون عن ذلك، وإلا فكل أهل الجنة مخلد لا يموت "روح المعاني" ٢٧/ ١٣٦.
(٦) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ٥٣ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٠٣.

صفحة رقم 222
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية