آيات من القرآن الكريم

فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
ﯣﯤﯥ ﯧﯨﯩﯪ ﰿ ﯮﯯﯰﯱ ﯳﯴﯵ ﯷﯸﯹﯺ ﯼﯽﯾﯿ ﰁﰂﰃﰄ ﭑﭒﭓ ﭕﭖﭗﭘ ﭚﭛﭜﭝ ﭟﭠﭡﭢ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭫﭬﭭﭮ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭷﭸﭹﭺ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁ

وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ «وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ».
[سورة الرحمن (٥٥) : الآيات ٦٢ الى ٧٨]
وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٣) مُدْهامَّتانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٥) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (٦٦)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٧) فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧١)
حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٧٨)
هَاتَانِ الْجَنَّتَانِ دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا فِي الْمَرْتَبَةِ وَالْفَضِيلَةِ وَالْمَنْزِلَةِ بِنَصِّ الْقُرْآنِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ: جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، فَالْأُولَيَانِ لِلْمُقَرَّبِينَ وَالْأُخْرَيَانِ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ وَقَالَ أَبُو مُوسَى: جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلْمُقَرَّبِينَ وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ مِنْ دُونِهِمَا فِي الدَّرَجِ، وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مِنْ دُونِهِمَا فِي الْفَضْلِ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى شَرَفِ الْأُولَيَيْنِ عَلَى الْأُخْرَيَيْنِ وُجُوهٌ: [أَحَدُهَا] أَنَّهُ نَعَتَ الْأُولَيَيْنِ قَبْلَ هَاتَيْنِ وَالتَّقْدِيمُ يَدُلُّ عَلَى الِاعْتِنَاءِ ثُمَّ قَالَ: وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي شَرَفِ التَّقَدُّمِ وَعُلُوِّهِ عَلَى الثَّانِي وَقَالَ هُنَاكَ ذَواتا أَفْنانٍ وَهِيَ الْأَغْصَانُ أَوِ الْفُنُونُ فِي الْمَلَاذِّ، وَقَالَ هَاهُنَا مُدْهامَّتانِ أَيْ سَوْدَاوَانِ مِنْ شِدَّةِ الري من الماء قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مُدْهامَّتانِ قَدِ اسْوَدَّتَا مِنَ الْخُضْرَةِ مِنْ شِدَّةِ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير عن ابْنِ عَبَّاسٍ مُدْهامَّتانِ قَالَ: خَضْرَاوَانِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ وَعَطَاءٍ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ رَافِعٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَحْوُ ذَلِكَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ مُدْهامَّتانِ مُمْتَلِئَتَانِ مِنَ الْخُضْرَةِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: خَضْرَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ نَاعِمَتَانِ وَلَا شَكَّ فِي نضارة الأغصان على الأشجار المشتبكة بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ.
وَقَالَ هُنَاكَ فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ وقال هاهناضَّاخَتانِ
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَيْ فَيَّاضَتَانِ وَالْجَرْيُ أَقْوَى مِنَ النَّضْخِ، وقال الضحاك ضَّاخَتانِ
أي ممتلئتان ولا تَنْقَطِعَانِ وَقَالَ هُنَاكَ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ وَقَالَ هَاهُنَا فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ وَلَا شَكَّ أَنَّ الْأُولَى أَعَمُّ وَأَكْثَرُ فِي الْأَفْرَادِ وَالتَّنْوِيعِ عَلَى فَاكِهَةٍ، وَهِيَ نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ الْإِثْبَاتِ لَا تَعُمُّ، وَلِهَذَا فُسِّرَ قَوْلُهُ: وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ مِنْ بَابِ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ كَمَا قَرَّرَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ، وَإِنَّمَا أُفْرِدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ بِالذِّكْرِ لِشَرَفِهِمَا عَلَى غَيْرِهِمَا، قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ:

صفحة رقم 467

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُخَارِقٌ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ» قَالُوا: أَفَيَأْكَلُونَ كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ «نَعَمْ وَأَضْعَافٌ» قَالُوا: فَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ؟ قَالَ «لَا وَلَكِنَّهُمْ يَعْرَقُونَ وَيَرْشَحُونَ فَيُذْهِبُ اللَّهُ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى».
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَخْلُ الْجَنَّةِ سَعَفُهَا كُسْوَةٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، مِنْهَا مُقَطَّعَاتُهُمْ وَمِنْهَا حُلَلُهُمْ وَكَرَبُهَا ذَهَبٌ أَحْمَرُ وَجُذُوعُهَا زُمُرُّدٌ أَخْضَرُ، وَثَمَرُهَا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَلَيْسَ لَهُ عَجَمٌ، وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «نَظَرْتُ إِلَى الْجَنَّةِ فَإِذَا الرُّمَّانَةُ مِنْ رمانها كالبعير الْمُقَتَّبِ».
ثُمَّ قَالَ: فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ قِيلَ: الْمُرَادُ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ حَسَنَةٌ فِي الْجَنَّةِ قَالَهُ قَتَادَةُ، وَقِيلَ: خَيْرَاتٌ جَمْعُ خَيِّرَةٍ وَهِيَ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ الْحَسَنَةُ الْخُلُقِ الْحَسَنَةُ الْوَجْهِ، قَالَهُ الْجُمْهُورُ، وَرُوِيَ مَرْفُوعًا عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الَّذِي سَنُورِدُهُ فِي سُورَةِ الْوَاقِعَةِ أَنَّ شاء الله تعالى أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ يُغَنِّينَ: نَحْنُ الْخَيْرَاتُ الْحِسَانُ خُلِقْنَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ، وَلِهَذَا قَرَأَ بَعْضُهُمْ فِيهِنَّ خَيْراتٌ بِالتَّشْدِيدِ حِسانٌ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
ثُمَّ قَالَ: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ وَهُنَاكَ قَالَ: فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ وَلَا شَكَّ أَنَّ الَّتِي قَدْ قَصَرَتْ طَرْفَهَا بِنَفْسِهَا أَفْضَلُ مِمَّنْ قُصِّرَتْ وَإِنْ كَانَ الْجَمِيعُ مُخَدَّرَاتٍ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأودي، حدثنا وكيع بن سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ خَيِّرَةً وَلِكُلِّ خَيِّرَةٍ خيمة، ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليه كُلَّ يَوْمٍ تُحْفَةٌ وَكَرَامَةٌ وَهَدِيَّةٌ، لَمْ تَكُنْ قبل ذلك لا مرحات ولا طمحات وَلَا بَخِرَاتٍ وَلَا ذَفِرَاتٍ، حُورٌ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بيض مكنون.
وقوله تعالى: فِي الْخِيامِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُونَ» «١» وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي عِمْرَانَ بِهِ وَقَالَ ثَلَاثُونَ مِيلًا، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حديث أبي عمران به ولفظه «إن للمؤمنين في الجنة لخيمة من

(١) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٥٥، باب ٢، وبدء الخلق باب ٨، ومسلم في الجنة حديث ٢٣، و ٢٥، والترمذي في الجنة باب ٣، والدارمي في الرقاق باب ١٠٩.

صفحة رقم 468

لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ، طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلٌ يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا».
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنِي خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: الْخَيْمَةُ لُؤْلُؤَةٌ وَاحِدَةٌ فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا مِنْ دُرٍّ، وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنِ ابن عباس في قوله تعالى، حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ قال: خِيَامِ اللُّؤْلُؤِ، وَفِي الْجَنَّةِ خَيْمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ لؤلؤة واحدة أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ فِي أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ عَلَيْهَا أَرْبَعَةُ آلاف مصراع من ذهب، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنَا عَمْرٌو أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً، وَتُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ كَمَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ وَصَنْعَاءَ» «١» وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بِهِ. وقوله تعالى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ قَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُهُ سَوَاءٌ إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِي وَصْفِ الْأَوَائِلِ بِقَوْلِهِ: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
وقوله تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عباس: الرَّفْرَفُ الْمَحَابِسُ، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ وَغَيْرُهُمَا: هِيَ الْمَحَابِسُ، وَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ بَدْرٍ: الرَّفْرَفُ عَلَى السَّرِيرِ كَهَيْئَةِ الْمَحَابِسِ الْمُتَدَلِّي. وَقَالَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ يَعْنِي الْوَسَائِدَ وَهُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ قَالَ: الرَّفْرَفُ رِيَاضُ الجنة.
وقوله تعالى: وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ: الْعَبْقَرِيُّ الزَّرَابِيُّ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ هِيَ عِتَاقُ الزَّرَابِيِّ يَعْنِي جِيَادَهَا، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْعَبْقَرِيُّ الدِّيبَاجُ، وَسُئِلَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنْ قَوْلِهِ تعالى: وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ فَقَالَ: هِيَ بُسُطُ أَهْلِ الْجَنَّةِ لا أبا لكم فاطلبوها، وعن الحسن رِوَايَةٌ أَنَّهَا الْمَرَافِقُ، وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: الْعَبْقَرِيُّ أَحْمَرُ وَأَصْفَرُ وَأَخْضَرُ، وَسُئِلَ الْعَلَاءُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْعَبْقَرِيِّ فَقَالَ: الْبُسُطُ أَسْفَلَ مِنْ ذلك. وقال أبو حرزة يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ: الْعَبْقَرِيُّ مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ، وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: الْعَبْقَرِيُّ الطَّنَافِسُ الْمُخَمَّلَةُ إِلَى الرِّقَّةِ مَا هِيَ، وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: كُلُّ ثَوْبٍ مُوَشًّى عِنْدَ الْعَرَبِ عَبْقَرِيٌّ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى أَرْضٍ يُعْمَلُ بِهَا الْوَشْيُ، وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أحمد: كل شيء نفيس مِنَ الرِّجَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ يُسَمَّى عِنْدَ الْعَرَبِ عبقريا.

(١) أخرجه الترمذي في صفة الجنة باب ٢٣.

صفحة رقم 469

وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمَرَ «فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ» «١» وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فَصِفَةُ مَرَافِقِ أَهْلِ الْجَنَّتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ أَرْفَعُ وَأَعْلَى مِنْ هَذِهِ الصِّفَةِ فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ هُنَاكَ: مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ فَنَعَتَ بَطَائِنَ فُرُشِهِمْ وَسَكَتَ عَنْ ظَهَائِرِهَا اكْتِفَاءً بِمَا مَدَحَ بِهِ الْبَطَائِنَ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى وَتَمَامُ الْخَاتِمَةِ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ الصِّفَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ؟ فَوَصَفَ أَهْلَهَا بِالْإِحْسَانِ، وَهُوَ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ وَالنِّهَايَاتِ كَمَا فِي حَدِيثِ جِبْرِيلَ لَمَّا سَأَلَ عَنِ الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان، فَهَذِهِ وُجُوهٌ عَدِيدَةٌ فِي تَفْضِيلِ الْجَنَّتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ عَلَى هَاتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْكَرِيمَ الْوَهَّابَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الْأُولَيَيْنِ.
ثُمَّ قَالَ: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ أَيْ هُوَ أَهْلٌ أَنْ يُجَلَّ فَلَا يُعْصَى، وَأَنْ يُكْرَمَ فَيُعْبَدَ، وَيُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرَ، وَأَنْ يُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ذِي الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ «٢» : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِي الْعَذْرَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أجلوا اللَّهَ يَغْفِرْ لَكُمْ» وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وذي السلطان، وحامل القرآن غير المغالي فِيهِ وَلَا الْجَافِي عَنْهُ» «٣» وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو يعلى: حدثنا أبو يوسف الحربي حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» «٤» وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهِ، ثُمَّ قَالَ غَلَطَ الْمُؤَمَّلُ فِيهِ وَهُوَ غَرِيبٌ وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ «٥» : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ الْمَقْدِسِيِّ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: «أَلِظُّوا بِذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بِهِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ أَلَظَّ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذَا لَزِمَهُ، وَقَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ والإكرام أي الزموا، يقال: الْإِلْظَاظُ هُوَ الْإِلْحَاحُ. [قُلْتُ] وَكِلَاهُمَا قَرِيبٌ مِنَ الْآخَرِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَهُوَ الْمُدَاوَمَةُ وَاللُّزُومُ وَالْإِلْحَاحُ.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَالسُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إِذَا سَلَّمَ لَا يَقْعُدُ يَعْنِي بَعْدَ الصَّلَاةِ إلا بقدر ما يقول: «اللهم أنت السلام ومنك

(١) أخرجه البخاري في المناقب باب ٢٥، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٩.
(٢) المسند ٥/ ١٩٩.
(٣) أخرجه أبو داود في الأدب باب ٢٠.
(٤) أخرجه الترمذي في الدعوات باب ٩١.
(٥) المسند ٤/ ١٧٧.

صفحة رقم 470

السلام تباركت يا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» «١».
آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ الرَّحْمَنِ ولله الحمد والمنة.

(١) أخرجه مسلم في المساجد حديث ١٣٥، ١٣٦، وأبو داود في الوتر باب ٢٣، والترمذي في الصلاة باب ١٠٨، والنسائي في السهو باب ٥٨، ٨١، وابن ماجة في الإقامة باب ٣٢.

صفحة رقم 471

فهرس المحتويات
سورة الصافات
الآيات: ١- ٥ ٣ الآيات: ٦- ١٠ ٤ الآيات: ١١- ١٩ ٥ الآيات: ٢٠- ٢٦ ٦ الآيات: ٢٧- ٣٧ ٧ الآيات: ٣٨- ٤٩ ٩ الآيات: ٥٠- ٦١ ١٢ الآيات: ٦٢- ٧٠ ١٦ الآيات: ٧١- ٨٢ ١٩ الآيات: ٨٣- ٨٧ ٢٠ الآيات: ٨٨- ٩٨ ٢١ الآيات: ٩٩- ١١٣ ٢٣ الآيات: ١١٤- ١٢٢ ٣١ الآيات: ١٢٣- ١٣٢ ٣٢ الآيات: ١٣٣- ١٣٨ ٣٣ الآيات: ١٣٩- ١٤٨ ٣٤ الآيات: ١٤٩- ١٦٠ ٣٧ الآيات: ١٦١- ١٧٠ ٣٨ الآيات: ١٧١- ١٧٩ ٤٠ الآيات: ١٨٠- ١٨٢ ٤١
سورة ص
الآيات: ١- ٣ ٤٣ الآيات: ٤- ١١ ٤٥ الآيات: ١٢- ١٦ ٤٨ الآيات: ١٧- ٢٠ ٤٩ الآيات: ٢١- ٢٥ ٥١ الآية: ٢٦ ٥٣ الآيات: ٢٧- ٣٣ ٥٤

صفحة رقم 473

الآيات: ٣٤- ٤٠ ٥٧ الآيات: ٤١- ٤٤ ٦٥ الآيات: ٤٥- ٥٤ ٦٧ الآيات: ٥٥- ٦٤ ٦٨ الآيات: ٦٥- ٧٠ ٧٠ الآيات: ٧١- ٨٥ ٧١ الآيات: ٨٦- ٨٨ ٧٢
سورة الزمر
الآيات: ١- ٤ ٧٤ الآيتان: ٥- و ٦ ٧٦ الآيات: ٧- ٩ ٧٧ الآيات: ١٠- ١٦ ٧٩ الآيات: ١٧- ٢٠ ٨٠ الآيتان: ٢١- و ٢٢ ٨٢ الآية: ٢٣ ٨٣ الآيات: ٢٤- ٢٦ ٨٤ الآيات: ٢٧- ٣١ ٨٥ الآيات: ٣٢- ٣٥ ٨٨ الآيات: ٣٦- ٤٠ ٨٩ الآيات: ٤١- ٤٢ ٩٠ الآيات: ٤٣- ٤٥ ٩١ الآيات: ٤٦- ٤٨ ٩٢ الآيات: ٤٩- ٥٢ ٩٤ الآيات: ٥٣- ٥٩ ٩٥ الآيات: ٦٠- ٦٦ ١٠٠ الآية: ٦٧ ١٠١ الآيات: ٦٨- ٧٠ ١٠٤ الآيتان: ٧١- و ٧٢ ١٠٦ الآيتان: ٧٣ و ٧٤ ١٠٧ الآية: ٧٥ ١١٣

صفحة رقم 474

سورة غافر
الآيات: ١- ٣ ١١٥ الآيات: ٤- ٦ ١١٦ الآيات: ٧- ٩ ١١٧ الآيات: ١٠- ١٤ ١١٩ الآيات: ١٥- ١٧ ١٢٢ الآيات: ١٨- ٢٠ ١٢٣ الآيات: ٢١- ٢٧ ١٢٥ الآيتان: ٢٨ و ٢٩ ١٢٦ الآيات: ٣٠- ٣٥ ١٢٩ الآيتان: ٣٦ و ٣٧ ١٣٠ الآيات: ٣٨- ٤٦ ١٣١ الآيات: ٤٧- ٥٠ ١٣٥ الآيات: ٥١- ٥٦ ١٣٦ الآيات: ٥٧- ٥٩ ١٣٨ الآية: ٦٠ ١٣٩ الآيات: ٦١- ٦٥ ١٤١ الآيات: ٦٦- ٦٨ ١٤٢ الآيات: ٦٩- ٧٦ ١٤٣ الآيات: ٧٧- ٨١ ١٤٤ الآيات: ٨٢- ٨٥ ١٤٥
سورة فصلت
الآيات: ١- ٥ ١٤٧ الآيات: ٦- ٨ ١٤٩ الآيات: ٩- ١٢ ١٥١ الآيات: ١٣- ١٨ ١٥٤ الآيات: ١٩- ٢٤ ١٥٥ الآيات: ٢٥- ٢٩ ١٥٩ الآيات: ٣٠- ٣٢ ١٦٠ الآيات: ٣٣- ٣٦ ١٦٤ الآيات: ٣٧- ٣٩ ١٦٦ الآيات: ٤٠- ٤٣ ١٦٧

صفحة رقم 475

الآيتان: ٤٤ و ٤٥ ١٦٨ الآيات: ٤٦- ٤٨ ١٦٩ الآيات: ٤٩- ٥٤ ١٧٠
سورة شورى
الآيات: ١- ٦ ١٧٣ الآيتان: ٧ و ٨ ١٧٥ الآيات: ٩- ١٢ ١٧٧ الآيتان: ١٣ و ١٤ ١٧٨ الآية: ١٥ ١٧٩ الآيات: ١٦- ١٨ ١٨٠ الآيات: ١٩- ٢٢ ١٨١ الآيتان: ٢٣ و ٢٤ ١٨٢ الآيات: ٢٥- ٢٨ ١٨٧ الآيات: ٢٩- ٣١ ١٨٩ الآيات: ٣٢- ٣٥ ١٩١ الآيات: ٣٦- ٣٩ ١٩٢ الآيات: ٤٠- ٤٣ ١٩٤ الآيات: ٤٤- ٤٦ ١٩٦ الآيتان: ٤٧ و ٤٨ ١٩٧ الآيتان: ٤٩ و ٥٠ ١٩٨ الآيات: ٥١- ٥٣ ١٩٩
سورة الزخرف
الآيات: ١- ٨ ٢٠٠ الآيات: ٩- ١٤ ٢٠١ الآيات: ١٥- ٢٠ ٢٠٤ الآيات: ٢١- ٣٥ ٢٠٦ الآيات: ٣٦- ٤٥ ٢٠٩ الآيات: ٤٦- ٥٠ ٢١١ الآيات: ٥١- ٥٦ ٢١٢ الآيات: ٥٧- ٦٥ ٢١٤ الآيات: ٦٦- ٧٣ ٢١٨

صفحة رقم 476

الآيات: ٧٤- ٨٠ ٢٢٠ الآيات: ٨١- ٨٩ ٢٢٢
سورة الدخان
الآيات: ١- ٨ ٢٢٥ الآيات: ٩- ١٦ ٢٢٦ الآيات: ١٧- ٣٣ ٢٣١ الآيات: ٣٤- ٣٧ ٢٣٥ الآيات: ٣٨- ٤٢ ٢٣٨ الآيات: ٤٣- ٥٠ ٢٣٩ الآيات: ٥١- ٥٩ ٢٤٠
سورة الجاثية
الآيات: ١- ١١ ٢٤٣ الآيات: ١٢- ١٥ ٢٤٤ الآيات: ١٦- ٢٠ ٢٤٥ الآيات: ٢١- ٢٣ ٢٤٦ الآيات: ٢٤- ٢٦ ٢٤٧ الآيات: ٢٧- ٢٩ ٢٤٩ الآيات: ٣٠- ٣٧ ٢٥٠
سورة الأحقاف
الآيات: ١- ٦ ٢٥٢ الآيات: ٧- ٩ ٢٥٣ الآيات: ١٠- ١٤ ٢٥٥ الآيتان: ١٥ و ١٦ ٢٥٧ الآيات: ١٧- ٢٠ ٢٦٠ الآيات: ٢١- ٢٥ ٢٦٢ الآيات: ٢٦- ٢٨ ٢٦٥ الآيات: ٢٩- ٣٢ ٢٦٦ الآيات: ٣٣- ٣٥ ٢٨١
سورة محمد
الآيات: ١- ٩ ٢٨٣ الآيات: ١٠- ١٣ ٢٨٧

صفحة رقم 477

الآيتان: ١٤ و ١٥ ٢٨٩ الآيات: ١٦- ١٩ ٢٩١ الآيات: ٢٠- ٢٣ ٢٩٣ الآيات: ٢٤- ٢٨ ٢٩٦ الآيات: ٢٩- ٣١ ٢٩٧ الآيات: ٣٢- ٣٥ ٢٩٨ الآيات: ٣٦- ٣٨ ٢٩٩
سورة الفتح
الآيات: ١- ٣ ٣٠١ الآيات: ٤- ٧ ٣٠٤ الآيات: ٨- ١٠ ٣٠٥ الآيات: ١١- ١٤ ٣١٢ الآية: ١٥ ٣١٣ الآيتان: ١٦ و ١٧ ٣١٤ الآيتان: ١٨ و ١٩ ٣١٥ الآيات: ٢٠- ٢٤ ٣١٦ الآيتان: ٢٥ و ٢٦ ٣١٩ الآيتان: ٢٧ و ٢٨ ٣٣١ الآية: ٢٩ ٣٣٦
سورة الحجرات
الآيات: ١- ٣ ٣٤٠ الآيتان: ٤ و ٥ ٣٤٤ الآيات: ٦- ٨ ٣٤٥ الآيتان: ٩ و ١٠ ٣٤٩ الآية: ١١ ٣٥١ الآية: ١٢ ٣٥٢ الآية: ١٣ ٣٦٠ الآيات: ١٤- ١٨ ٣٦٣
سورة ق
الآيات: ١- ٥ ٣٦٧ الآيات: ٦- ١١ ٣٦٩

صفحة رقم 478

الآيات: ١٢- ١٥ ٣٧٠ الآيات: ١٦- ٢٢ ٣٧١ الآيات: ٢٣- ٢٩ ٣٧٥ الآيات: ٣٠- ٣٥ ٣٧٧ الآيات: ٣٦- ٤٠ ٣٨١ الآيات: ٤١- ٤٥ ٣٨٤
سورة الذاريات
الآيات: ١- ١٤ ٣٨٦ الآيات: ١٥- ٢٣ ٣٨٨ الآيات: ٢٤- ٣٠ ٣٩٢ الآيات: ٣١- ٣٧ ٣٩٣ الآيات: ٣٨- ٤٦ ٣٩٤ الآيات: ٤٧- ٥١ ٣٩٥ الآيات: ٥٢- ٦٠ ٣٩٦
سورة الطور
الآيات: ١- ١٦ ٣٩٨ الآيات: ١٧- ٢٠ ٤٠١ الآيات: ٢٢- ٢٨ ٤٠٢ الآيات: ٢٩- ٣٤ ٤٠٥ الآيات: ٣٥- ٤٣ ٤٠٦ الآيات: ٤٤- ٤٩ ٤٠٧
سورة النجم
الآيات: ١- ٤ ٤١٠ الآيات: ٥- ١٨ ٤١٢ الآيات: ١٩- ٢٦ ٤٢٢ الآيات: ٢٧- ٣٠ ٤٢٥ الآيتان: ٣١ و ٣٢ ٤٢٦ الآيات: ٣٣- ٤١ ٤٣٠ الآيات: ٤٢- ٥٥ ٤٣٢ الآيات: ٥٦- ٦٢ ٤٣٤

صفحة رقم 479

سورة القمر
الآيات: ١- ٥ ٤٣٥ الآيات: ٦- ١٧ ٤٤١ الآيات: ١٨- ٣٢ ٤٤٣ الآيات: ٣٣- ٤٠ ٤٤٤ الآيات: ٤١- ٤٦ ٤٤٥ الآيات: ٤٧- ٥٥ ٤٤٦
سورة الرحمن
الآيات: ١- ١٣ ٤٥٢ الآيات: ١٤- ٢٥ ٤٥٤ الآيات: ٢٦- ٣٠ ٤٥٦ الآيات: ٣١- ٣٦ ٤٥٨ الآيات: ٣٧- ٤٥ ٤٦٠ الآيات: ٤٦- ٥٣ ٢٦٢ الآيات: ٥٤- ٦١ ٤٦٤ الآيات: ٦٢- ٧٨ ٤٦٧

صفحة رقم 480

[الجزء الثامن]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَفْسِيرُ
سُورَةِ الْوَاقِعَةِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» «١» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ:
حسن غريب قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِسَنَدِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ الْمِصْرِيِّ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي شُجَاعٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ قَالَ:
مَرِضَ عَبْدُ اللَّهِ مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَعَادَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: مَا تَشْتَكِي؟ قَالَ: ذُنُوبِي.
قَالَ: فَمَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: رَحْمَةَ رَبِّي. قَالَ: أَلَا آمُرُ لَكَ بِطَبِيبٍ؟ قَالَ: الطَّبِيبُ أَمْرَضَنِي. قَالَ:
أَلَا آمُرُ لَكَ بِعَطَاءٍ؟ قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ؟ قَالَ: يَكُونُ لِبَنَاتِكَ مِنْ بَعْدِكَ. قَالَ: أَتَخْشَى عَلَى بَنَاتِي الْفَقْرَ؟ إِنِّي أَمَرْتُ بَنَاتِي يَقْرَأْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا».
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَذَا قَالَ، وَالصَّوَابُ عَنْ شُجَاعٍ كَمَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنِ السَّرِيِّ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى أَنَّ شُجَاعًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا» فَكَانَ أَبُو ظَبْيَةَ لَا يَدَعُهَا، وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُنِيبٍ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنْ شُجَاعٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِهِ.
ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُنِيبٍ الْعَدَنِيِّ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فاقة أبدا» لم يذكر في مسنده شُجَاعًا قَالَ: وَقَدْ أَمَرْتُ بَنَاتِي أَنْ يَقْرَأْنَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ وَعُثْمَانَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنْ شُجَاعٍ عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ قَالَ: مَرِضَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَتَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَعُودُهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ: كَانَ أَبُو فَاطِمَةَ هَذَا مَوْلًى لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
(١) أخرجه الترمذي في التفسير، تفسير سورة ٥٦، باب ٦.

صفحة رقم 3
تفسير القرآن العظيم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي
تحقيق
محمد حسين شمس الدين
الناشر
دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون - بيروت
الطبعة
الأولى - 1419 ه
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية