آيات من القرآن الكريم

فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ
ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ

قوله عليه السلام نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور وهى ريح تقابل الصبا اى ريح تجيئ من جانب المغرب فان الصبا تجيئ من جانب المشرق وقال ابن المسيب الريح العقيم هى الجنوب مقابل الشمال وهى ريح تجيئ من شمال من يتوجه الى المشرق ما تَذَرُ اى ما تترك يقال ذره اى دعه يذره تركا ولا تقل وذرا وأصله وذره يذره نحو وسعه يسعه لكن ما نطقوا بماضيه ولا بمصدره ولا باسم الفاعل مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ اى جرت عليه من أنفسهم ودورهم وأموالهم وأنعامهم إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ كالشيء البالي المتفتت فهو كل مارم وبلى وتفتت من عظم او نبات او غير ذلك وبالفارسية مثل كياه خشك يا استخوان كهنه شده ريزيده وفي القاموس رم العظم يرم رمة بالكسر ورما ورميما وارم بلى فهو رميم وفي المفردات الرمة بالكسر تختص بالعظم والرمة بالضم بالحبل البالي والرم بالكسر بالفتات من الخشب والحشيش والتبن وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما أرسل على عاد من الريح الأمثل خاتمى هذا يعنى ان الريح العقيم تحت الأرض فأخرج منها مثل ما يخرج من الخاتم من الثقب فأهلكهم الله به وفيه اشارة الى شدة تلك الريح وأشير بكونها تحت الأرض الى ريح الهوى التي تحت ارض الوجود فهى ايضا شديدة جدا فانها حيث هبت تركت الديار بلاقع وايضا هى ريح جلال الله تعالى وقهره فانها إذا هبت تميت النفوس عن أوصافها فلا يبقى منها شيء فالعقيم فى بر الجسد والعاصف والقاصف في بحر الروح وكان عليه السلام يتعوذ بالله تعالى حين تهب الرياح الشديدة فليتعوذ العاقل من المهلكات فانه إذا هلكت النفس بالهلاك الصوري قبل الكمال خسرت التجارة وكذا إذا هلك القلب فان حياة المرء حينئذ لا فائدة فيها سؤال كردند از حسن بصرى رحمه الله كه يا شيخ دلهاى ما خفته است سخن تو در وى كار واثر نمى كند چهـ كنيم كفت كاشكى خفته بودى كه خفته را بجنبانى بيدار شود اما دلهاى شما مرده است كه هر چند مى جنبانى بيدار نمى گردد (قال المولى الجامى)

اى بمهد بدن چوطفل صغير مانده در دست خواب غفلت أسير
پيش از ان كت أجل كند بيدار كر نمردى ز خواب سر برادر
قال محمد بن حامد رحمه الله وكان جالسا عند احمد بن حضرويه وهو في النزع وقد اتى عليه خمس وتسعون سنة هو ذا يفتح لى الساعة لا أدرى أيفتح بالسعادة أم بالشقاوة وعن خلف بن سالم رحمه الله قال قلت لأبى على بن المعتوه اين مأواك قال دار يستوى فيها العزيز والذليل قلت واين هذه الدار قال المقابر قلت أما تستوحش في ظلمة الليل قال انى اذكر ظلمة اللحود ووحشتهن فتهون على ظلمة الليل قلت له فربما رأيت في المقابر شيئا تنكره قال ربما ولكن في هول الآخرة ما يشغل عن هول المقابر ووجد مكتوبا على بعض القبور
مقيم الى أن يبعث الله خلقه لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
يزيد بلاء كل يوم وليلة ويبلى كما تبلى وأنت حبيب
وَفِي ثَمُودَ اى وفي قوم صالح آيات او وجعلنا فيهم آية إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا اى انتفعوا بالحياة الدنيا حَتَّى حِينٍ الى وقت نزول العذاب وهو آخر ثلاثة ايام الأربعاء

صفحة رقم 168

والخميس والجمعة فانهم عقروا الناقة يوم الأربعاء وهلكوا بالصيحة يوم السبت وقد فسر بقوله تمتعوا في داركم ثلاثة ايام قيل قال لهم صالح عليه السلام تصبح وجوهكم غدا مصفرة وبعد غد محمرة واليوم الثالث مسودة ثم يصبحكم العذاب فكان كذلك وانما تبدلت ألوانهم بما ذكر لانهم كانوا كل يوم في الترقي الى سوء الحال ولا شك ان الأبيض يصير اصفر ثم احمر ثم اسود والسواد من ألوان الجلال والقهر وايضا لون جهنم فانها سوداء مظلمة فعند الهلاك صاروا الى لون جهنم لانها مقرهم ونعوذ بالله منها فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ اى فاستكبروا عن الامتثال به وبالفارسية پس سر كشيدند از فرمان آفريدگار خود وبتدارك كار خود مشغول نكشتند يقال عتا عتوا وعتيا وعتيا استكبر وجاوزا لحد فهو عات وعتى وامر ربهم هو ما أمروا به على لسان صالح عليه السلام من قوله اعبدوا الله وقوله فذروها تأكل في ارض الله او شأن ربهم وهو دينه او صدر عتوهم عن امر ربهم وبسببه كان امر ربهم بعبادته وترك الناقة كان هو السبب في عتوهم كما في بحر العلوم والفاء ليست للعطف على قيل لهم فان العتو لم يكن بعد التمتع بل قبله وانما هو تفسير وتفصيل لما أجمله في قوله وفي ثمود إلخ فانه يدل اجمالا على انه تعالى جعل فيهم آية ثم بين وجه الآية وفصلها قال في شرح الرضى ان الفاء العاطفة للجمل قد تفيد كون المذكور بعدها كلاما مرتبا على ما قبلها فى الذكر لا ان مضمونها عقيب مضمون ما قبلها في الزمان فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ قيل لما رأوا العلامات التي بينها صالح من اصفرار وجوههم واحمرارها واسودادها عمدوا الى قتله عليه السلام فنجاه الله الى ارض فلسطين ولما كان ضحوة اليوم الرابع تحنطوا وتكفنوا بالانطاع فأتتهم صيحة جبريل عليه السلام كما صرح بها في قوله وأخذ الذين ظلموا الصيحة فهلكوا فالمراد بالصاعقة الصيحة لا حقيقتها وهى نار تنزل من السماء فتحرق ما أصابته وقيل أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شيء في الأرض فتقطعت قلوبهم فى صدورهم وقال بعضهم اهلكوا بالصاعقة حقيقة بأن جاءت نار من السماء فأهلكتهم جميعا وَهُمْ يَنْظُرُونَ إليها ويعاينونها لانها جاءتهم معاينة بالبهار فينظرون من النظر بالعين وفيه ترجيح لكون المراد بالصاعقة حقيقة النار لانها حين ظهرت رأوها بأعينهم والصيحة لا ينظر إليها وانما تسمع بالاذن والظاهر ان الصاعقة لا تنافى أن يكون معها صيحة جبريل وقيل هو من الانتظار اى ينتظرون ما وعدوا به من العذاب حيث شاهدوا علامات نزوله من تغير ألوانهم في تلك الأيام ويقال سمعوا الصيحة وهم ينظرون اى يتحيرون فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ كقوله تعالى فاصبحوا في دارهم جاتمين اى لاصقين بمكانهم من الأرض لا يقدرون على الحركة والقيام فضلا عن الهرب فالقيام ضد القعود وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ بغيرهم كما لم يمتنعوا بأنفسهم قال قى تاج المصادر الانتصار داد بستدن وَقَوْمَ نُوحٍ اى وأهلكنا قوم نوح فان ما قبله يدل عليه ويجوز أن يكون منصوبا باذكر المقدر مِنْ قَبْلُ اى من قبل هؤلاء المهلكين إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ خارجين عن الحدود فيما كانوا فيه من الكفر والمعاصي وهو علة لاهلاكهم واعلم ان الله تعالى قد أرسل الرسل وشرع الشرائع

صفحة رقم 169

وحد الحدود فمتى تعديت الحد الذي حد لك الشارع صرت فاسقا وأطعت الشيطان وتنحى عنك عند العصيان الملك المؤيد للمؤمنين فاذا وكل العبد الى نفسه والى الشيطان فقد هلك وكل نار وعذاب وبلاء فانما يأتى من الداخل لا من الخارج إذ لا خارج من وجود الإنسان فالعذاب صورة أوصافه وأفعاله وأخلاقه عادت اليه حين عصى الله تعالى وكذا الثواب صورة ذلك عادت اليه حين أطاع الله تعالى فان قلت كل ذلك إذا كان من احوال العين الثابتة للعبد فكل عبد فانما يمر على طريقه في الهداية والضلالة فما معنى دعوة الأنبياء وارشاد الأولياء قلت تلك الدعوة ايضا من احوال اعيان المدعوين فخلاف المخالفين وان كان من التجلي لكن حقائق الأنبياء اقتضت التجلي بموافقة التجلي من وجه والرد عليه من آخر فكان أمرهم حيرة فلو كانوا يخدمون التجلي مطلقا لما ردوا على أحد فاذا ورد الأمر التكليفي فاما أن يوافقه الأمر الإرادي اولا فان وافقه فالمكلف منتقل
من دائرة الاسم المضل الى دائرة الاسم الهادي وذلك الانتقال من احوال عينه وان لم يوافقه فمعنى التكليف انه من احوال عينه ولا بد وايضا فيه تمييز الشقي من السعيد وبالعكس فاعرف هذه الجملة تسعد واجتهد حتى ينقلك الله من دائرة الحانب الى دائرة الأحباب ولا تغتر بكثرة الدنيا وطول العمر كما فعل الكفار والفساق حتى لا يحل بك ما حل بهم من الصاعقة والطوفان مع ان صاعقة الموت وطوفان الحوادث لا بد وان تحل بكل أحد بحيث لا يستطيع القيام من مكانه فيموت في مقامه قال الشيخ سعدى في البستان

صفحة رقم 170
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
كهن سالى آمد بنزد طبيب ز ناليدنش تا بمردن قريب
كه دستم برك برنه اى نيك راى كه پايم همى بر نيايد ز جاى
بدان ماند اين قامت جفته ام كه كويى بكل در فرو رفته ام
بدو كفت دست از جهان در كسل كه پايت قيامت برايد ز كل
نشاط جوانى ز پيران مجوى كه آب روان باز نايد بجوى
اگر در جوانى زدى دست و پاى در ايام پيرى بهش باش وراى
چودوران عمر از چهل در كذشت مزن دست و پاكابت از سرگذشت
نشاط از من آنكه رميدن كرفت كه شامم سپيده دميدن كرفت
ببايد هوس كردن از سر بدر كه روز هوسبازى آمد بسر
بسبزى كجا تازه كردد دلم كه سبزه بخواهد دميد از كلم
تفرج كنان در هوا وهوس گذشتيم بر خاك بسيار كس
كسانيكه ديكر بغيب اندراند بيايند وبر خاك ما بگذرند
دريغا كه فصل جوانى برفت بلهو ولعب زندگانى برفت
دريغا چنين روح پرور زمان كه بگذشت بر ما چوبرق يمان
ز سود اى آن پوشم واين خورم نپرداختم تا غم دين خورم
دريغا كه مشغول باطل شديم ز حق دور مانديم وغافل شديم