آيات من القرآن الكريم

فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ

وهذا التأويل قال بعضهم معناه: إني أريد أن ترو بعقاب إثمي وإثمك، ثم حذف المضاف، ومن باء بإثم باء بعقاب ذلك الإثم (١).
وقوله تعالى: ﴿فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾ قال عطاء: يريد إن جهنم جزاء من قتل أخاه وظلمه (٢).
٣٠ - قوله تعالى: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ﴾.
قال الفراء: فتابعته نفسه وطاوعته (٣).
وقال المبرد: (طوعت (٤)) فعّلت، من الطَّوع (٥).
وقال أبو عبيد: قال حدثنا يزيد (٦)، عن ورقاء (٧)، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ﴾ قال: شجعته (٨).

(١) انظر القرطبي في "تفسيره" ٦/ ١٣٨.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) في "معاني القرآن" ١/ ٣٠٥: فتابعته، وانظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٥٣ (طاع)، "زاد المسير" ٢/ ٣٣٧.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٥) "معاني الزجاج" ٢/ ١٦٧، "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٥٣ (طاع). وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٣٧.
(٦) يزيد بن هارون بن زاذان السلمي الواسطي، تقدمت ترجمته.
(٧) هو أبو بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري الكوفي الإِمام الثقة الحافظ العابد المقرئ، قال ابن معين: تفسير ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أحب إلي من تفسير قتادة. مات -رحمه الله- بعد سنة ١٦٠ هـ.
انظر: "مشاهير علماء الأمصار" ص ١٧٥، "سير أعلام النبلاء" ٧/ ٤١٩، "غاية النهاية" ٢/ ٣٥٨.
(٨) الأثر بسنده من "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٥٣ (طاع)، وهو في "تفسير مجاهد" ١/ ١٩٣، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٩٥.

صفحة رقم 340

قال أبو عبيد: عنى مجاهد أنها أعانته على ذلك وأجابته إليه. ولا أرى أصله إلا من الطواعية (١).
قال الأزهري: والأشبه عندي أن يكون معنى: (طوعت) سمحت وسهّلت له نفسه (قتل أخيه) أي جعلت نفسه قتل أخيه سهلًا وهوّنته (٢).
وتقدير الكلام: فصورت له نفسه أن قتل أخيه طوعٌ له سهلٌ عليه، فينتصب القتل على هذا من غير إضمار ولا حذف (٣) خافض.
واختار الزجاجي هذا الوجه فقال: طوّع فعل من طَاع الشيء يطوع إذا سهُل وانقاد، و ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ﴾ أي سهلت الأمر فيه عليه (٤).
وأما قول (٥) الفراء والمبرد فانتصاب قوله: ﴿قَتْلَ أَخِيه﴾ على إفضاء الفعل إليه بعد حذف الخافض، كأنه قيل (٦): فطوعت له نفسه أن انقادت في قلت أخيه ولقتل أخيه، فحذف الخافض وأفضى الفعل إليه فنصبه (٧). هذا كلام أهل اللغة.
وأما المفسرون فقال ابن عباس في رواية عطاء: فسولت له نفسه قتل أخيه (٨).

(١) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٥٣ (طاع).
(٢) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٥٣، (طاع)، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٤٣.
(٣) في (ش): (حرف).
(٤) لم أقف عليه. انظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢١٥٣ (طاع)، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٤٣.
(٥) في (ش): (وأما على قول).
(٦) في (ش): (قتل).
(٧) انظر القرطبي في "تفسيره" ٦/ ١٣٨.
(٨) لم أقف عليه.

صفحة رقم 341

وقال قتادة: زينت له نفسه (١).
وقال يمان (٢): سهلت له ذلك (٣).
وقال عبد العزيز بن يحيى (٤): أجابته إلى ذلك (٥).
وقال الكلبي: تابعته نفسه على قتل أخيه (٦).
وقوله تعالى: ﴿فَقَتَلَهُ﴾.
قال المفسرون: لم يدر قابيل كيف يقتل هابيل، فتمثل له إبليس وأخذ طيرًا فوضع رأسه على حجر ثم شدخ رأسه بحجر آخر، وقابيل ينظر فعلّمه القتل، ثم وجد قابيل أخاه هابيل يومًا نائمًا، فرفع صخرة، فشدخ رأسه فمات (٧).
وروى مسروق عن عبد الله (٨) عن رسول الله - ﷺ - قال: "لا تقتل نفس

(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٩٥، وانظر: "بحر العلوم" ١/ ٤٢٩.
(٢) يمان بن رئاب، تقدمت ترجمته.
(٣) انظر: "الوسيط" ٣/ ٨٥٧، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٤٣، وهذا اختيار الأزهري كما تقدم، مع أن الأقوال متقاربة من حيث المعنى.
(٤) لعله عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الكناني المكي الذي ناظر بشرًا المريسي في نفي خلق القرآن، وينسب إليه كتاب "الحيدة" في ذلك واستبعد الذهبي هذه النسبة، كان من فقهاء الشافعية، وذكر أنه صَحِب الشافعي مدة ولم يذكر تاريخ وفاته.
انظر: "طبقات الفقهاء" للشيرازي ص ١٤، "ميزان الاعتدال" ٣/ ٣٥٣، "طبقات الشافعية" للإسنوي ١/ ٤١.
(٥) لم أقف عليه.
(٦) لم أقف عليه. وقد نسبه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٢/ ٣٣٧ إلى ابن عباس.
(٧) أخرجه بنحوه عن ابن جريج: الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٩٥، وانظر: "بحر العلوم" ١/ ٤٢٩، "النكت والعيون" ٢/ ٣٠، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ٤٣، "زاد المسير" ٢/ ٣٣٧، وابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٥١.
(٨) ابن مسعود رضي الله عنه.

صفحة رقم 342
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية