
وقال قتادة: كانوا أول من ملك الخدم، وسُخَّر لهم الخدم من بني آدم (١).
وقال السدي: يعني: وجعلكم أحرارًا تملكون أنفسكم بعدما كنتم في أيدي القِبْط بمنزلة أهل الجزية فينا (٢).
قال الزجاج: ومعناه: جعلتم تملكون أمركم لا يغلبكم عليه غالب (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: ٢٠].
قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد ما آتاهم في الدنيا من النعمة والكرامة، حيث فلق لهم البحر، وأغرق عدوهم، ونصرهم على جميع من عاداهم (٤).
وقال مجاهد: يعني: المنّ والسلوى والحجر (٥) والغمام (٦).
٢١ - قوله تعالى: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ الآية.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٠، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٢.
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ١٦٢.
(٤) لم أقف على هذا الأثر، وقد أخرج الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٠ - ١٧١ من طريق عطاء عن ابن عباس قال: الرجل يكون له الدار والخادم والزوجة، وضعف أحمد شاكر وإسناده.
(٥) أي: الذي ضربه موسى فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا.
(٦) "تفسيره" ١/ ١٩١، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٠.

المقدسة معناها في اللغة: المُطهّرة (١)، طهرت تلك الأرض من كثير من الشرك، وجعلت مسكنًا وقرارًا للأنبياء (٢).
قال قتادة: هي الشام كلها (٣). ومعنى المقدسة في قول قتادة المباركة (٤)، وبه قال ابن الأعرابي من أهل اللغة (٥).
وقال عكرمة والسدي وابن زيد: هي أريحا (٦).
الكلبي: دمشق وفلسطين وبعض الأردن (٧).
وقوله تعالى: ﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾. قال عطاء عن ابن عباس: يريد فرض عليكم دخولها (٨).
وبه قال قتادة، قال: أمروا بها كما أمروا بالصلاة (٩). ونحو منه قول السدي: أمركم الله بدخولها (١٠).
(٢) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٣.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٢، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٣.
(٤) جاء هذا القول صريحًا عن مجاهد، انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٢.
(٥) انظر: "لسان العرب" ٦/ ٣٥٥٠ (قدس).
(٦) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٢ عن ابن زيد والسدي، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٥. وأريحا مدينة في الأردن بينها وبين بيت المقدس يوم. انظر "معجم البلدان" ١/ ١٦٥.
(٧) البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٥، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١١١. وبهذا القول قال الزجاج. انظر: "معاني القرآن" ٢/ ١٦٢، و"النكت والعيون" ٢/ ٢٥.
(٨) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٤.
(٩) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٣، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٦.
(١٠) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٣، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٦، و"زاد المسير" ٢/ ٣٢٤.