آيات من القرآن الكريم

يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ

وقال قتادة: كانوا أول من ملك الخدم، وسُخَّر لهم الخدم من بني آدم (١).
وقال السدي: يعني: وجعلكم أحرارًا تملكون أنفسكم بعدما كنتم في أيدي القِبْط بمنزلة أهل الجزية فينا (٢).
قال الزجاج: ومعناه: جعلتم تملكون أمركم لا يغلبكم عليه غالب (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ [المائدة: ٢٠].
قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد ما آتاهم في الدنيا من النعمة والكرامة، حيث فلق لهم البحر، وأغرق عدوهم، ونصرهم على جميع من عاداهم (٤).
وقال مجاهد: يعني: المنّ والسلوى والحجر (٥) والغمام (٦).
٢١ - قوله تعالى: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ﴾ الآية.

(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٠، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٢. وهذا القول انفرد به قتادة، وقد يكون فيه نظر؛ لأن القول بأن بني إسرائيل أول من ملك الخدم يحتاج إلى تثبت واستقراء تاريخي ما لم يرد دليل سمعي بذلك، والله أعلم.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٠، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٢.
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ١٦٢.
(٤) لم أقف على هذا الأثر، وقد أخرج الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٠ - ١٧١ من طريق عطاء عن ابن عباس قال: الرجل يكون له الدار والخادم والزوجة، وضعف أحمد شاكر وإسناده.
(٥) أي: الذي ضربه موسى فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا.
(٦) "تفسيره" ١/ ١٩١، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٠.

صفحة رقم 322

المقدسة معناها في اللغة: المُطهّرة (١)، طهرت تلك الأرض من كثير من الشرك، وجعلت مسكنًا وقرارًا للأنبياء (٢).
قال قتادة: هي الشام كلها (٣). ومعنى المقدسة في قول قتادة المباركة (٤)، وبه قال ابن الأعرابي من أهل اللغة (٥).
وقال عكرمة والسدي وابن زيد: هي أريحا (٦).
الكلبي: دمشق وفلسطين وبعض الأردن (٧).
وقوله تعالى: ﴿الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾. قال عطاء عن ابن عباس: يريد فرض عليكم دخولها (٨).
وبه قال قتادة، قال: أمروا بها كما أمروا بالصلاة (٩). ونحو منه قول السدي: أمركم الله بدخولها (١٠).

(١) "معاني الزجاج" ٢/ ١٦٢، و"بحر العلوم" ١/ ٤٢٧.
(٢) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٣.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٢، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٣.
(٤) جاء هذا القول صريحًا عن مجاهد، انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٢.
(٥) انظر: "لسان العرب" ٦/ ٣٥٥٠ (قدس).
(٦) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٢ عن ابن زيد والسدي، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٥. وأريحا مدينة في الأردن بينها وبين بيت المقدس يوم. انظر "معجم البلدان" ١/ ١٦٥.
(٧) البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٥، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١١١. وبهذا القول قال الزجاج. انظر: "معاني القرآن" ٢/ ١٦٢، و"النكت والعيون" ٢/ ٢٥.
(٨) انظر: "زاد المسير" ٢/ ٣٢٤.
(٩) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٣، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٦.
(١٠) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٧٣، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٣٦، و"زاد المسير" ٢/ ٣٢٤.

صفحة رقم 323
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية