
٢٩ - ﴿سِيمَاهُمْ﴾ ثرى الأرض وندى الطهور، أو السمت الحسن، أو الصفار من السهر، أو تبدوا صلاتهم في وجوههم، أو نور وجوههم يوم القيامة ﴿مَثَلُهُمْ فِى التَّوْرَاةِ﴾ بأن سيماهم في وجوههم ﴿ومثلهم في الإنجيل﴾ كزرع [١٨٢ / أ] /، أو كلا المثلين في التوراة والإنجيل ﴿شطأه﴾ شوك السنبل وهو البهمي والسفا، أو السنبل يخرج من الحبة عشر سنبلات وتسع وثمان، أو فراخه التي تخرج من جوانبه. شاطئ النهر جانبه ﴿فَآزَرَهُ﴾ ساواه فصار مثل الأم، أو شد فراخ الزرع أصول النبت وقواها ﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ باجتماع الفراخ مع الأصول ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ﴾ بالرسول [صلى الله عليه وسلم] وأصحابه رضي الله - تعالى - عنهم لأن ما أعجب المؤمنين من قوتهم كإعجاب الزراع بقوة زرعهم هو الذي غاظ الكفار منهم شبه ضعف الرسول [صلى الله عليه وسلم] في أمره وإجابة الواحد بعد الواحد له حتى قوي أمره وكثر جمعه بالزرع يبدو ضعيفاً فيقوى حالاً بعد حال حتى يغلظ بساقه وأفراخه.
صفحة رقم 210
سُورَةُ الحُجُراتِ
مدنية اتفاقاً
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿يأيها الذين ءامنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميعٌ عليمٌ (١) يأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون (٢) إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذي امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيمٌ (٣) ﴾ صفحة رقم 211