آيات من القرآن الكريم

وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ

مفيض الجود فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ مجاز مرسل عن عدم الاكتراث بهلاكهم والاعتداد بوجودهم لان سبب البكاء على شىء هو المبالاة بوجوده يعنى انه استعارة تمثيلية بعد الاستعارة المكنية فى السماء والأرض بأن شبهتا بمن يصح منه الاكتراث على سبيل الكناية وأسند البكاء إليهما على سبيل التخييل كانت العرب إذا مات فيهم من له خطر وقدر عظيم يقولون بكت عليه السماء والأرض يعنى ان المصيبة بموته عمت الخلق فبكى له الكل حتى الأرض والسماء فاذا قالوا ما بكت عليه السماء والأرض يعنون به ما ظهر بعد ما يظهر بعده ذوى الاقدار والشرف ففيه تهكم بالكفار وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده فيقال له بكت عليه السماء والأرض وقال بعضهم هو على حقيقته ويؤيده ما روى انه عليه السلام قال ما من مؤمن الا وله فى السماء بابان باب يخرج منه رزقه وباب يدخل منه عمله وإذا مات فقدا وبكيا عليه وتلا فما بكت إلخ يعنى چون بنده وفات كند واين دو در از نزول رزق وخروج عمل محروم ماند برو بگريند وفى الحديث ان المؤمن يبكى عليه من الأرض مصلاه وموضع عبادته ومن السماء مصعد عمله (وروى) إذا مات كافر استراح منه السماء والأرض والبلاد والعباد فلا تبكى عليه أرض ولا سماء وفى الحديث تضرعوا وابكوا فان السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم يبكون من خشية الله در معالم آورده چون مؤمن بميرد جمله آسمان وزمين برو بگريند وكفته اند كه كريه آسمان وزمين همچون كريه آدميانست يعنى بكاؤهما كبكاء الإنسان والحيوان فانه ممكن قدرة كما فى الكواشي وقد ثبت ان كل شىء يسبح الله تعالى على الحقيقة كما هو عند محققى الصوفية فمن الجائز ان يبكى ويضحك بما يناسب لعالمه قال وهب بن منبه رضى الله عنه لما أراد الله ان يخلق آدم أوحى الى الأرض اى أفهمها وألهمها انى جاعل منك خليفة فمنهم من يطيعنى فأدخله الجنة ومنهم من يعصينى فأدخله النار فقالت الأرض أمنى تخلق خلقا يكون للنار قال نعم فبكت الأرض فانفجرت منها العيون الى يوم القيامة وعن انس رضى الله عنه رفعه لما عرج بي الى السماء بكت الأرض من بعدي فنبت اللصف من نباتها فلما ان رجعت قطر عرقى على الأرض فنبت ورد أحمر الا من أراد ان يشم رائحتى فليشم الورد الأحمر كما فى المقاصد الحسنة وبعضى برانند كه علامتى بريشان ظاهر شود كه دليل بود بر حزن وتأسف همچون كريه كه در أغلب دالست بر غم واندوه قال عطاء والسدى بكاء السماء حمرة أطرافها وعن زيد ابن ابى زياد لما قتل الحسين بن على رضى الله عنهما احمر له آفاق السماء أشهرا واحمرارها بكاؤها وعن ابن سيرين رحمه الله أخبرونا ان الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين رضى الله عنه اى انها زادت زيادة ظاهرة والا فانها قد كانت قبل قتله اين

سرخى شفق كه برين چرخ بيوفاست هر شام عكس خون شهيدان كربلاست كر
چرخ خون ببارد ازين غصه در خورست ور خاك خون بگريد ازين ماجرا رواست
والشفق الحمرة وقال بعضهم الشفق شفقان الحمرة والبياض فاذا غابت الحمرة حلت الصلاة وفى الحديث إذا غاب القمر فى الحمرة فهو الليلة وإذا غاب فى البياض فهو لليلتين وكانت العرب يجعلون الخسوف والحمرة التي تحدث فى السماء بكاء على الميت ولما كسفت الشمس يوم موت

صفحة رقم 413

خبر ثان لكان اى من الذين أسرفوا على أنفسهم بالظلم والعدوان وتجاوزوا الحد فى الكفر والعصيان (وقال الكاشفى) از كافرانكه متجاوزاند از حدود ايمان ومن إسرافه انه على حقارته وخسة شأنه ادعى الالهية فكان أكفر الكفار واطغاهم وهو أبلغ من ان يقال مسرفا لدلالته على انه معدود فى زمرتهم مشهور بانه فى جملتهم وفيه ذم لفرعون ولمن كان مثله فى العلو والإسراف كنمرود وغيره وبيان ان من أهان المؤمن أهلكه الله واذله ومن يهن الله فما له مكرم وان النجاة من أيدي الأعداء من نعم الله الجليلة على الأحباب فان من نكد الدنيا ومصائبها على الحر ان يكون مغلوبا للاعداء وان يرى عدوا له ما من صداقته بد وان الله إذا أراد للمرء ترقيا فى دينه ودنياه يقدم له البلايا ثم ينجيه

تا مرا كعبه مقصود ببالين آمد سالها بستر خود خار مغيلان كردم
وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ اى فضلنا بنى إسرائيل عَلى عِلْمٍ فى محل النصب على الحال اى عالمين بأنهم أحقاء بالاختيار وبالفارسية بر دانشى بى غلط يعنى نه بغلط بركزيديم بلكه بعلم پاك كزيديم وبدانش تمام دانستيم كه از همه آفريد كان سزاى كزيدن ايشانند از ان كزيديم اختيار ما بعلم وارادت ماست بى علت ونواخت ما بفضل وكرم بى سبب او عالمين بانهم يريغون فى بعض الأوقات وتكثر منهم الفرطات كما قال الواسطي رحمه الله اخترناهم على علم منا بجناياتهم وما يقترفون من انواع المخالفات فلم يؤثر ذلك فى سوابق علمنا بهم ليعلمو أن الجنايات لا تؤثر فى الرعايات ومن هذا القبيل أولاد يعقوب عليه السلام فانهم مع ما فعلوا بيوسف من القائه فى الجب ونحوه اختارهم الله للنبوة على قول
كرد عصيال رحمت حق را نمى آرد بشور مشرب دريا نكردد تيره از سيلابها
ويجوز ان يكون المعنى لعلمهم وفضلهم على ان كلمة على للتعليل عَلَى الْعالَمِينَ على عالمى زمانهم يعنى بر جهانيان روزكار ايشان او على العالمين جميعا فى زمانهم وبعدهم فى كل عصر لكثرة الأنبياء فيهم حيث بعث فيهم يوما ألف نبى ولم يكن هذا فى غيرهم ولا ينافيه قوله تعالى فى حق امة محمد عليه السلام كنتم خير امة أخرجت للناس الآية لتغاير جهة الخيرية يقول الفقير والحق ان هذه الامة المرحومة خير من جميع الأمم من كل وجه فان خيرية الأمم ان كانت باعتبار معجزات أنبيائهم فالله تعالى قد اعطى لنبينا عليه السلام جميع ما أعطاه للاولين وان كانت باعتبار كثرة الأنبياء فى وقت واحد فعلماؤنا الذين كأنبياء بنى إسرائيل اكثر وأزيد وذلك لانه لا تخلو الدنيا كل يوم من ايام هذه الامة الى قيام الساعة من مائة ألف ولى واربعة وعشرين ألف ولى فانظركم بينهم من الفرق هدانا الله وإياكم أجمعين قال فى المفردات الاختيار طلب ما هو خير فعله وقوله تعالى ولقد اخترناهم الآية يصح ان يكون اشارة الى إيجاده تعالى إياهم خيرا وان يكون اشارة الى تقديمهم على غيرهم وفى بحر العلوم هذا الاختيار خاص بمن اختاره الله بالنبوة منهم او عام لهم ولمن كانوا مع موسى اختارهم بما خصصهم به (كما قال الكاشفى) ولقد اخترناهم وبدرستى كه بركزيديم موسى ومؤمنان بنى إسرائيل را فجعلنا فيهم الكتاب والنبوة والملك وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ نشانهاى قدرت كفلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغيرها من عظائم الآيات التي لم يعهد مثلها

صفحة رقم 415
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية