آيات من القرآن الكريم

أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۖ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ

﴿أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم﴾ قوله عز وجل: ﴿جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً﴾ يعني ذكوراً وإناثاً. ﴿وَمِنَ الأَنْعَامِ أزْوَاجاً﴾ يعني ذكوراً وإناثاً. ﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾ وفيه ستة تأويلات: أحدها: يخلقكم فيه، قاله السدي. الثاني: يكثر نسلكم فيه، قاله الفراء. الثالث: يعيشكم فيه، قاله قتادة. الرابع: يرزقكم فيه، قاله ابن زيد. الخامس: يبسطكم فيه، قاله قطرب. السادس: نسلاً من بعد نسل من الناس والأنعام، قاله مجاهد. ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ فيه وجهان: أحدهما: ليس كمثل الرجل والمرأة شيء، قاله ابن عباس، والضحاك. الثاني: ليس كمثل الله شيء وفيه وجهان:

صفحة رقم 194

أحدهما: ليس مثله شيء والكاف زائدة للتوكيد، قال الشاعر:

(سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم ما إن كمثلهم في الناس من أحد)
الثاني: ليس شيء، والمثل زائد للتوكيد، قاله ثعلب. قوله عز وجل: ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ﴾ فيه قولان: أحدهما: خزائن السموات والأرض، قاله السدي. الثاني: مفاتيح السموات والأرض، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. ثم فيهما قولان: أحدهما: أنه المفاتيح بالفارسية، قاله مجاهد. الثاني: أنه عربي جمع واحده إقليد، قاله ابن عيسى. وفيما هو مفاتيح السموات والأرض خمسة أقاويل: أحدها: أن مفاتيح السماء المطر ومفاتيح الأرض النبات. الثاني: أنها مفاتيح الخير والشر. الثالث: أن مقاليد السماء الغيوب، ومقاليد الأرض الآفات. الرابع: أن مقاليد السماء حدوث المشيئة، ومقاليد الأرض ظهور القدرة. الخامس: أنها قول لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، بيده الخير يحيي ويميت وهوعلى كل شيء قدير، رواه ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قاله وعلمه

صفحة رقم 195

لعثمان بن عفان وقد سأله عن مقاليد السماء والأرض. ﴿يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يوسع ويضيق. الثاني: يسهل ويعسر. ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ من البسط والقدرة.

صفحة رقم 196
النكت والعيون
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد البصري الماوردي الشافعي
تحقيق
السيد بن عبد الرحيم بن عبد المقصود
الناشر
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
عدد الأجزاء
6
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية