آيات من القرآن الكريم

وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ
ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ

(الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) صفة للَّهِ - عزَّ وجلَّ - يرتفع كما يرتفع اسم اللَّه، ويكون
الخبر (لَهُ مَا في السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأرْضِ).
* * *
قوله: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥)
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَنْفَطِرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ)
وقرئت مِمَّنْ فَوْقَهُن، وقرئت (يَتَفَطَّرْنَ)، ومعنى يَنْفَطِرنَ ويتفطرن
يَنْشَقِقْن، ويَتَشَققْنَ، فالمعنى - واللَّه أعلم - أي تكاد السَّمَاوَاتُ ينفطرن من
فوقهن لعظمة اللَّه. لأنه لما قال: (وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ).
قال: تكاد السَّمَاوَات ينفطِرْنَ لعَظمِتِه، وكذلك - ينفطرن ممن فوقَهِن، أي من عظمة من فوقَهُن.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ).
مَعنَى (يُسَبِّحُونَ) يعظمون اللَّه وينزهونه عن السوء
(وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) من المؤمنين.
ولا يجوز أن يكون يَسْتَغْفِرُونَ لكل من في الأرض، لأن الله تعالى قال فِي الكفار: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّه وَالمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ)
ففي هذا دليل على أن الملائكة إنما يستغفرون للمؤمنين، ويدل
على ذلك قوله في سورة المُؤمِن: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا).
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ
(٧)
(أُمَّ الْقُرَى) مكة، وموضع (وَمَنْ حَوْلَهَا) نصب.
المعنى لتنذر أهل أم القرى ومن حولها، لأن البلد لا يعقل.
ومثل هذا (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا).
وقوله: (وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ).
أي يوم يبعث الناس جَميعاً، ثم أَعلم مَا حَالُهم في ذَلِكَ اليوم فقال:
(فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

صفحة رقم 394
معاني القرآن وإعرابه للزجاج
عرض الكتاب
المؤلف
أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، الزجاج
تحقيق
عبد الجليل عبده شلبي
الناشر
عالم الكتب - بيروت
سنة النشر
1408
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
5
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية