آيات من القرآن الكريم

فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏ

أخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة ﴿وَأمرت لأعدل بَيْنكُم﴾ قَالَ: أَمر نَبِي الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - ان يَعْدلَ فَعدل حَتَّى مَاتَ
وَالْعدْل ميزَان الله فِي الأَرْض بِهِ يَأْخُذ للمظلوم من الظَّالِم وللضعيف من الشَّديد وبالعدل يصدق الله الصَّادِق ويكذب الْكَاذِب وبالعدل يرد المعتدي ويوبخه
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله: ﴿لَا حجَّة بَيْننَا وَبَيْنكُم﴾ قَالَ: لَا خُصُومَة بَيْننَا وَبَيْنكُم
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله﴾
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - فِي قَوْله: ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ قَالَ: هم أهل الْكتاب كَانُوا يجادلون الْمُسلمين ويصدونهم عَن الْهدى من بعد مَا اسْتَجَابُوا لله
وَقَالَ: هم قوم من أهل الضَّلَالَة وَكَانَ اسْتُجِيبَ على ضلالتهم وهم يتربصون بِأَن تأتيهم الْجَاهِلِيَّة
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد - رَضِي الله عَنهُ - ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ قَالَ: طمع رجال بِأَن تعود الْجَاهِلِيَّة

صفحة رقم 341

وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة - رَضِي الله عَنهُ - فِي قَوْله ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله﴾ الْآيَة قَالَ: هم الْيَهُود وَالنَّصَارَى حاجوا الْمُسلمين فِي رَبهم فَقَالُوا: أنزل كتَابنَا قبل كتابكُمْ وَنَبِينَا قبل نَبِيكُم فَنحْن أولى بِاللَّه مِنْكُم فَأنْزل الله (من كَانَ يُرِيد حرث الْآخِرَة نزد لَهُ فِي حرثه وَمن كَانَ يُرِيد حرث الدُّنْيَا نؤته مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة من نصيب) (آل عمرَان الْآيَة ٦) وَأما قَوْله: ﴿من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ قَالَ: من بعد مَا اسْتَجَابَ الْمُسلمُونَ لله وصلوا لله
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن - رَضِي الله عَنهُ - ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ الْآيَة قَالَ: قَالَ أهل الْكتاب لأَصْحَاب مُحَمَّد - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - نَحن أولى بِاللَّه مِنْكُم فَأنْزل الله ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حجتهم داحضة عِنْد رَبهم﴾ يَعْنِي أهل الْكتاب
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن عِكْرِمَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: لما نزلت (إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح) (النَّصْر الْآيَة ١) قَالَ الْمُشْركُونَ بِمَكَّة: لمن بَين أظهرهم من الْمُؤمنِينَ قد دخل النَّاس فِي الدّين الله أَفْوَاجًا فاخرجوا من بَين أظهرنَا فعلام تقيمون بَين أظهرنَا فَنزلت ﴿وَالَّذين يحاجون فِي الله من بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ﴾ الْآيَة
الْآيَة ١٧

صفحة رقم 342
الدر المنثور في التأويل بالمأثور
عرض الكتاب
المؤلف
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي
الناشر
دار الفكر - بيروت
سنة النشر
1432 - 2011
عدد الأجزاء
8
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية