آيات من القرآن الكريم

هُدًى وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮆﮇﮈﮉ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ

لهم اخسأوا ولا تكلمون ويجوز أن يكون عدم نفع المعذرة لأنه لا يؤذن لهم فيتعذرون فيكون من نفى المقيد والقيد لا معذرة ولا نفع يومئذ وفى عرائس البيان ظلمهم عدولهم عن الحق الى الخلق واعتذارهم فى الآخرة لا فى الدنيا وفيه اشارة الى ان المؤثر هو سوابق العنايات لا الأوقات (وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) اى البعد عن الرحمة (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) اى جهنم بخلاف المؤمنون العارفين فانها تنفعهم لتنصلهم يعنى از كناه بيزارى نمودن لكونه فى وقته ولهم من الله الرحمة ولهم حسن الدار وانما قال سوء الدار فان جهنم حرها شديد وقعرها بعيد وحليها حديد وشرابها صديد وكلامها هل من مزيد وأسوأ الظالمين المشركون كما قال تعالى حكاية عن لقمان ان الشرك لظلم عظيم وأسوأ المشركين المنافقون كما قال تعالى ان المنافقين فى الدرك الأسفل من النار لاستهزائهم بالمؤمنين فليحذر العاقل عن الظلم سوآء كان لنفسه بالاشراك والمعصية او لغيره بكسر العرض وأخذ المال ونحوهما وليتذكر الإنسان يوما يقول فيه الظالمون ربنا أخرجنا منها نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل فيجيبهم الله تعالى او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير وروى أن اهل النار يبكون بكاء شديدا حتى الدم فيقول مالك ما احسن هذا البكاء لو كان فى الدنيا (قال الشيخ سعدى)

كنونت كه چشمست اشكى بيار زبان در دهانست عذرى بيار
كنون بايدت عذر تقصير كفت نه چون نفس ناطق ز كفتن بخفت
كنون بايد اى خفته بيدار بود چومرك اندر آيد ز خوابت چهـ سود
كنون وقت تخمست اگر بدروى كراميد دارى كه خرمن برى
فعلم انه لا تنفع المعذرة والبكاء فى الآخرة فليتدارك العاقل تقصيره فى الدنيا بالندامة والصلاح والتقوى ليستريح فى الآخرة ويصل الى الدرجات العلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصلحاء فمن أراد اللحوق بزمرتهم فليكن على حالهم وسيرتهم فان الله ينصرهم فى دنياهم وآخرتهم فان طاعة الله وطاعة الرسول توصل العبد الى المرام والى حيز القبول (روى) أن بعض الصحابة رضى الله عنهم قال للنبى عليه السلام كيف نراك بالجنة وأنت فى الدرجات العلى فانزل الله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فلا بد من الاطاعة وعلى تقدير المخالفة فباب التوبة مفتوح عن كعب الاخبار أن رجلا من بنى إسرائيل أراد الاغتسال من فاحشة فى نهر فناداه النهر اما تستحيى من الله تعالى فتأب الرجل ثم عبد الله تعالى مع اثنى عشر رجلا فبعد زمان أرادوا العبور عن النهر المذكور فتخلف صاحب الاغتسال استحياء فقال النهر إن أحدكم إذا غضب على ولده فتاب هو قبل توبته فاعبدوا الله على شاطىء فأقاموا هناك زمانا فمات صاحب الاغتسال فناداهم النهر إن ادفنوه على شاطىء فدفنوه وأصبحوا وقد أنبت الله على قبره اثنى عشر سروا على عدد العابدين وكان ذلك أول سرو أنبت الله فى الأرض وكل من مات دفنوه هناك وكان بنو إسرائيل يزورون قبورهم (وَلَقَدْ آتَيْنا) بمحض فضلنا

صفحة رقم 194

(مُوسَى) ابن عمران (الْهُدى) ما يهتدى به من المعجزات والصحف والشرائع وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ الايراث ميراث دادن. والمراد بالكتاب التوراة ولما كان الايراث الحقيقي انما يتعلق بالمال تعذر حمله على معناه هنا فاريد التبرك مجازا اشعارا بأن ميراث الأنبياء ليس الا العلم والكتاب الهادي فى باب الدين والمعنى وتركنا عليهم من بعد موسى التوراة إذ سائر ما اهتدى به فى امر الدين قد ارتفع بموت موسى عليه السلام وبالفارسية ميراث داديم بنى إسرائيل را يعنى فرزندان يعقوب را تورات يعنى باقى كذاشتيم در ميان ايشان تورات را فهم ورثوا التوراة بعضهم من بعض قرنا بعد قرن هُدىً مفعوله اى هداية وبيانا من الضلالة او مصدر بمعنى اسم الفاعل على أنه حال اى هاديا يعنى راه نماينده وَذِكْرى تذكرة وعظة او حال كونه مذكرا يعنى پند دهنده لِأُولِي الْأَلْبابِ لذوى العقول السليمة العاملين بما فى تضاعيفه دون الذين لا يعقلون والفرق بين الهدى والذكرى ان الهدى ما يكون دليلا على شىء آخر وليس من شرطه ان يذكر شيأ آخر كان معلوما ثم صار منسيا واما الذكرى فليس من ذلك وكتب الأنبياء مشتملة على هذين القسمين فان بعضها دلائل فى أنفسها وبعضها مذكرات لما ورد فى الكتب الالهية المتقدمة فَاصْبِرْ مترتب على قوله انا لننصر رسلنا وقوله ولقد آتينا إلخ فالجملة المعترضة البيان والتأكيد لصرة الرسل كأنه قيل إذا سمعت ما وعدت به من نصرة الرسل وما فعلناه بموسى فاصبر على ما أصابك من اذية المشركين فهو غير منسوخ بآية السيف إذ الصبر محمود فى كل المواطن إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ بالنصرة وظهور الإسلام على الأديان كلها وفتح مكة ونحوها حَقٌّ لا يحتمل الا خلاف أصلا واستشهد بحال موسى وفرعون وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ تداركا لما فرط منك من ترك الاولى فى بعض الأحيان فانه تعالى كافيك فى نصرة دينك وإظهاره على الدين كله وفى عين المعاني واستغفر من ذنب ان كان منك وقيل هذا تعبد من الله لرسوله ليزيد به درجة وليصير ذلك سنة لمن بعده وفى عرائس البقلى واستغفر لما جرى على قلبك من احكام البشرية وايضا استغفر لوجودك فى وجود الحق فان كون الحادث فى كون القديم ذنب وقيل واستغفر لذنب أمتك وفيه أن هذا لا يجرى فى قوله تعالى واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما سيأتى فى سورة محمد وقال ابن الشيخ فى حواشيه والظاهر أنه تعالى يقول ما أراد أن يقوله وان لم يجر لنا أن نضيف اليه عليه السلام ذنبا انتهى يقول الفقير كلام ابن الشيخ شيخ الكلمات وذلك لأن مرتبة النبوة ارفع من مرتبة الولاية فان أحدا من الامة وان كان وأصلا الى أقصى الغايات بحسب مرتبته فهو لا يدرى حال النبي فوقه إذ لا ذوق له من مرتبته فكيف يضيف اليه ذنبا لا يعرفه فلا يطمع على حقيقة الذنب المضاف إليه عليه السلام الا الله كالتصلية فى قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي فانها سر غامض بينه تعالى وبين رسوله فليس لاحد سبيل الى معرفته ومن هذا لقبيل سهوه عليه السلام فى بعض المواضع فانه ليس من قبيل السهوى الذي تعرفه الامة.

صفحة رقم 195
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
ندانم كدامين سخن كويمت كه والاترى ز آنچهـ من كويمت