آيات من القرآن الكريم

وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﰿ ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ﭵﭶﭷ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ

وَالْحِكْمَةَ
المراد بآل إبراهيم ذريته من بني إسرائيل وغيرهم ممن آتاه الله الكتب التي أنزلها والحكمة التي علمها، والمقصود بالآية الردّ على اليهود في حسدهم لسيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، ومعناها إلزام لهم بما عرفوه من فضل الله تعالى على آل إبراهيم، فلأيّ شيء تخصون محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالحسد دون غيره ممن أنعم الله عليهم مُلْكاً عَظِيماً الملك في آل إبراهيم هو ملك يوسف وداود وسليمان فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ الآية قيل: المراد من اليهود من آمن بالنبي صلّى الله عليه واله وسلّم، أو بالقرآن المذكور في قوله تعالى: مصدقا لما معكم، أو بما ذكر من حديث إبراهيم، فهذه ثلاثة أوجه في ضمير به، وقيل: منهم أي من آل إبراهيم من آمن بإبراهيم، ومنهم من كفر: كقوله تعالى: فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ [الحديد: ٢٦] كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ الآية قيل: تبدل لهم جلود بعد جلود أخرى، إذ نفوسهم هي المعذبة وقيل: تبديل الجلود تغيير صفاتها بالنار، وقيل: الجلود السرابيل وهو بعيد أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ذكر في البقرة ظِلًّا ظَلِيلًا صفة من لفظ الظل للتأكيد: أي دائما لا تنسخه الشمس وقيل: نفي الحر والبرد إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ الآية: قيل هي خطاب للولاة وقيل: للنبي صلّى الله عليه وسلّم، حين أخذ مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة ولفظها عام، وكذلك حكمها وَأُولِي الْأَمْرِ هم: الولاة، وقيل: العلماء نزلت في عبد الله بن حذافة بعثه رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم في سرية فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ الردّ إلى الله هو النظر في كتابه، والردّ إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو سؤاله في حياته والنظر في سنته بعد وفاته إِنْ كُنْتُمْ يحتمل أن يكون هذا الشرط راجعا إلى قوله: فردّوه أو إلى قوله أطيعوا، والأوّل أظهر، لأنه أقرب إليه وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا أي مآلا وعاقبة وقيل: أحسن نظرا منكم الَّذِينَ يَزْعُمُونَ الآية: نزلت في المنافقين، وقيل: في منافق ويهودي كان بينهما خصومة، فتحاكما إلى كعب بن الأشرف اليهودي. وقيل: إلى كاهن
رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ وضع الظاهر موضع المضمر ليذمهم بالنفاق، ودل ذلك على أنّ الآية المتقدّمة نزلت في المنافقين

صفحة رقم 197

فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ الآية: أي كيف يكون حالهم إذا عاقبهم الله بذنوبهم ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ يحتمل أن يكون هذا معطوفا على ما قبله، أو يكون معطوفا على قوله: يصدّون، ويكون قوله: فكيف إذا أصابتهم اعتراضا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ أي عن معاقبتهم، وليس المراد بالإعراض القطيعة لقوله: وَعِظْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ الآية: وعد بالمغفرة لمن استغفر، وفيه استدعاء للاستغفار والتوبة، ومعنى:
جاءوك أتوك تائبين معتذرين من ذنوبهم، يطلبون أن تستغفر لهم الله فَلا وَرَبِّكَ لا هنا مؤكدة للنفي الذي بعدها شَجَرَ بَيْنَهُمْ أي اختلط واختلفوا فيه، ومعنى الآية: أنهم لا يؤمنون حتى يرضوا بحكم النبي صلّى الله عليه واله وسلّم، ونزلت بسبب المنافقين الذين تخاصموا، وقيل: بسبب خصام الزبير مع رجل من الأنصار في الماء وحكمها عام وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ الآية: معناها لو فرض عليهم ما فرض على من كان قبلهم من المشقات لم يفعلوها، لقلة انقيادهم إلّا القليل منهم الذين هم مؤمنون حقا، وقد روي أن من هؤلاء القليل أبو بكر وعمر وابن مسعود وعمار بن ياسر وثابت بن قيس إِلَّا قَلِيلٌ بالرفع بدل من المضمر، وقرأ ابن عامر وحده بالنصب على أصل الاستثناء أو على إلّا فعلا قليلا ما يُوعَظُونَ بِهِ من اتباع النبي صلّى الله عليه واله وسلّم وطاعته والانقياد له وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً أي تحقيقا لإيمانهم وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ جواب لسؤال مقدّر عن حالهم لو فعلوا ذلك فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثواب على الطاعة أي هم معهم في الجنة، وهذه الآية مفسرة لقوله تعالى صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ والصدّيق فعّيل من الصدق، ومن التصديق، والمراد به المبالغة، والصدّيقون أرفع الناس درجة بعد الأنبياء، والشهداء المقتولون في سبيل الله، ومن جرى مجراهم من سائر الشهداء، كالغريق وصاحب الهدم حسبما ورد في الحديث أنهم سبعة وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً الإشارة إلى الأصناف الأربعة المذكورة والرفيق يقع على الواحد والجماعة كالخليط، وهو مفرد بيّن به الجنس، ومعنى الكلام

صفحة رقم 198
التسهيل لعلوم التنزيل
عرض الكتاب
المؤلف
أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي
تحقيق
عبد الله الخالدي
الناشر
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت
سنة النشر
1416
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية