
وقول الحق ﴿انظُرْ﴾ هي أمر لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وكل خطاب لرسول الله هو خطاب لأمته، وعرفنا من قبل أن «الافتراء» : كذب متعمد ﴿يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ﴾ في قولهم عندما أرادوا أن يزكوا أنفسهم: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة: ١٨].
وقولهم: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجنة إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نصارى﴾ [البقرة: ١١١].

﴿انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ وكفى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً﴾، لماذا؟ لأنك إن تكذب على مثلك ممن قد يصدقك فهذا معقول، لكن إن تكذب على إله فهذه قحة؛ لذلك قال الحق: ﴿وكفى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً﴾.
إذن فالكذب مطلقاً هو إثم والكذب المبين: هو الكذب على الله، والمهم أنه لم يُفدك.
ثم يقول الحق بعد ذلك: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين... ﴾