آيات من القرآن الكريم

يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا
ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ

وقوله: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ «١» كذلك، وقد رفعها بعضهم ولم يجعل قبلها ضميرا تكون الكلمة خارجة من ذلك المضمر. فإذا نصبت فهي «٢» خارجة من قوله وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً أي كبرت هذه كلمة.
وقوله: وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها... (٤٠)
ينصب الحسنة ويضمر فِي (تك) اسم مرفوع. وإن شئت رفعت «٣» الحسنة ولم تضمر شيئًا. وهو مثل قوله وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ «٤»
وقوله: يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ... (٤٢)
(وتسوى) «٥» ومعناه: لو يسوون بالتراب. وإنما تمنوا ذلك لأن الوحوش وسائر الدواب يوم القيامة يقال لها «٦» : كوني ترابا، ثُمَّ يحيا أهل الجنة، فإذا رَأَى ذلك الكافرون «٧» قال بعضهم لبعض: تعالوا فلنقل إذا سئلنا: والله ما كُنَّا مشركين،

(١) آية ٥ سورة الكهف.
(٢) يريد أن فاعل «كبرت» ضمير تقديره (هى) يعود على المقالة المفهومة من قوله: «قالوا اتخذ الله ولدا» والبصريون يجعلون الفاعل ضميرا يعود على التمييز «كلمة».
(٣) وهى قراءة الحسن والحرميين: نافع وابن كثير، كما فى البحر ٣/ ٢٥١.
(٤) آية ٢٨٠ سورة البقرة.
(٥) يحتمل أن يريد: (تسوى) بفتح التاء وتشديد السين والواو، وهى قراءة نافع وابن عامر وأن يريد (تسوى) بفتح التاء والسين مخففة وشد الواو، وهى قراءة حمزة والكسائي. وهذا الوجه أقرب لأنهما كوفيان كالفراء، فهما أقرب إلى ما يريد.
(٦) ثبت فى أ، ج. وسقط فى ش.
(٧) كذا فى ش، ج، وفى أ: «الكافر».

صفحة رقم 269

فإذا سئلوا فقالوها «١» ختم على أفواههم وأذن لجوارحهم فشهدت عليهم. فهنالك يودون أنهم كانوا ترابا ولم يكتموا اللَّه حديثا. فكتمان الحديث هاهنا فِي التمني «٢».
ويقال: إنما المعنى: يومئذ «٣» لا يكتمون اللَّه حديثا ويودون لو تسوى بهم الأرض.
وقوله: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى... (٤٣)
نزلت فِي نفر من أصحاب مُحَمَّد صلى اللَّه عليه وسلم شربوا وحضروا الصلاة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قبل تحريم الخمر. فأنزل اللَّه تبارك وتعالى لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولكن صلوها فِي رحالكم.
ثُمَّ قال وَلا جُنُباً أي لا تقربوها جنبا حَتَّى تَغْتَسِلُوا.
ثم استثنى فقال إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ يقول: إلا أن تكونوا مسافرين لا تقدرون على الماء ثم قال فَتَيَمَّمُوا والتيمم: أن تقصد الصعد الطيب حيث كان. وليس التيمم إلا ضربة للوجه وضربة لليدين للجنب وغير الجنب.
وقوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا... (٤٤)
أَلَمْ تَرَ فِي عامة القرآن: ألم تخبر. وقد يكون فى العربية: أما ترى، أما تعلم.

(١) كذا فى ش، ج. وفى أ: «قالوها».
(٢) أي داخل فى المتمنى، إذ هو معطوف على: «لو تسوى بهم الأرض» الذي هو معمول الودادة. [.....]
(٣) يريد أن هذه الجملة مستأنفة وليست متعلقا للودادة. وقد أخر فى التفسير الجملة الأولى عن هذه ليبين عن استقلالها، وأنها ليست من تابع الأولى.

صفحة رقم 270
معاني القرآن للفراء
عرض الكتاب
المؤلف
أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء
تحقيق
أحمد يوسف نجاتي
الناشر
دار المصرية للتأليف والترجمة - مصر
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
ألفاظ القرآن
اللغة
العربية