آيات من القرآن الكريم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ

٣- إثبات صفة الكلام لله تعالى.
٤- بيان الحكمة في إرسال الرسل، وهي الحجة على الناس يوم القيامة.
٥- شهادة الرب تبارك وتعالى والملائكة بنبوة خاتم الأنبياء ورسالته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٦- ما حواه القرآن من تشريع وما ضمه بين دفتيه من معارف وعلوم أكبر شهادة للنبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنبوة والرسالة.
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً (١٦٧) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (١٦٨) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٦٩) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧٠) ﴾
شرح الكلمات:
﴿كَفَرُوا وَصَدُّوا﴾ : كفروا: جحدوا بنبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصدوا: صرفوا الناس عن الإيمان به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يبذرون من بذور الشك.
﴿كَفَرُوا وَظَلَمُوا﴾ : جحدوا نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وظلموا ببقائهم على جحودهم بغياً منهم وحسداً للعرب أن يكون فيهم رسول يخرجهم من الظلمات إلى النور.
﴿الرَّسُولُ﴾ : هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكامل في رسالته الصادق في دعوته.
﴿فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ﴾ : أي يكون إيمانكم خيراً لكم.
معنى الآيات:
بعد أن أقام الله تعالى الحجة على رسالة نبيه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشهادته له بالرسالة وشهادة ملائكته، وشهادة القرآن لما فيه من العلوم والمعارف الإلهية بعد هذا أخبر تعالى أن الذين

صفحة رقم 577

كفروا وصدوا عن سبيل١ الله وهم اليهود٢ قد ضلوا ضلالاً بعيداً قد يتعذر معه الرجوع إلى الحق، وهذا ما تضمنته الآية الأولى (١٦٧) كما أخبر في الآية الثانية (١٦٨) أن الذين كفروا وظلموا هم أيضاً اليهود لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً، اللهم إلا طريق جهنم، وهذا قائم على سنته في خلقه وهي أن المرء إذا كفر كفر عناد وجحود وأضاف إلى الكفر الظلم لم يبق له أي استعداد لقبول الهداية الإلهية، لم يبق له من طريق يرجى له سلوكه إلا طريق جهنم يخلد فيها خلوداً أبدياً، وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً﴾ في ختام الآية يقرر فيه أن دخول أصحاب هذه الصفات من اليهود جهنم وخلودهم فيها ليس بالأمر الصعب على الله المتعذر عليه فعله بل هو من السهل اليسير، أما الآية الأخيرة (١٧٠) فهي تتضمن إعلاناً إليهاً موجهاً إلى الناس كافة مشركين وأهل كتاب: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ٣﴾ الكامل الخاتم جاءكم بالدين الحق من ربكم فآمنوا بخ خيراً لكم، وإن أبيتم وأعرضتم إيثاراً للشر على الخير والضلال على الهدى فاعلموا أن لله ما في السموات٤ والأرض خلقاً وملكاً وتصرفاً وسيجزيكم بما اخترتم من الكفر والضلال جهنم وساءت مصيراً فإنه عليم بمن استجاب لندائه فآمن وأطاع، وبمن أعرض فكفر وعصى حكيم في وضع الجزاء في موضعه اللائق به. فلا يجزي المحسن بالسوء، ولا المسيء بالإحسان.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- شر الكفر ما كان مع الصد عن سبيل اله والظلم، وهذا كفر اليهود، العياذ بالله.
٢- سنة الله تعالى في أن العبد إذا أبعد في الضلال، وتوغل في الشر والفساد يتعذر عليه التوبة فيموت على ذلك ويهلك.

١ صدوا عن سبيل الله بقولهم: إنا لا نجد صفة محمد في كتابنا وإنما النبوة في ولد هارون وداود، وأن في التوراة أن شرع موسى لا ينسخ.
٢ اللفظ يتناول اليهود أولاً ويعم كل من كفر بالله ورسوله وصد عن سبيله الذي هو الإسلام.
٣ التعريف في الرسول للعهد، إذ هو معهود بين المخاطبين معروف لهم، وكونه للعهد لا ينافي ما ذكر في التفسير من أنه الكامل في رسالته؛ كأنه فرد فيها لا نظير له.
٤ إنه لم يدعكم إلى الإيمان لحاجة به إنه عزيز إنه سبحانه وتعالى يملك الكائنات كلها حيها وميتها ظاهرها وباطنها ويتصرف يها كما يشاء وهو الغني الحميد.

صفحة رقم 578
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
عرض الكتاب
المؤلف
جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
الناشر
مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة
سنة النشر
1424
الطبعة
الخامسة
عدد الأجزاء
5
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية