آيات من القرآن الكريم

طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ
ﮟﮠﮡﮢ

(طلعها) الطلع حقيقة اسم لثمر النخل أول بروزه، فإطلاقه على ثمر هذه الشجرة مجاز بالاستعارة، والمعنى ثمرها وما تحمله (كأنه) في تناهي قبحه وهوله وشناعة منظره (رؤوس الشياطين) فشبه المحسوس بالمتخيل؛ وإن كان غير مرئي للدلالة على أنه غاية في القبح كما يقولون في تشبيه من يستقبحونه كأنه شيطان، وفي تشبيه من يستحسنونه كأنه ملك كما في قوله تعالى: (ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم).
قال الزجاج والفراء: الشياطين حيات هائلة لها رؤوس وأطراف، وهي من أقبح الحيات وأخبثها وأخفها جسماً، وقيل: إن رؤوس الشياطين اسم لنبت قبيح معروف باليمن يقال له الأستن، ويقال له الشيطان، قال النحاس: وليس ذلك معروفاً عند العرب، وقيل: هو شجر خشن منتن مر منكر الصورة يسمى ثمره رؤوس الشياطين، وقيل: هو شجر يقال له الصرم فعلى هذا قد خوطب العرب بما تعرفه وهذه الشجرة موجودة، فالكلام حقيقة وقيل: إنه خاطبهم بما ألفوه من الاستعارات.

صفحة رقم 393
فتح البيان في مقاصد القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي
راجعه
عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
الناشر
المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر
سنة النشر
1412
عدد الأجزاء
15
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية