آيات من القرآن الكريم

وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَٰذَا يَوْمُ الدِّينِ
ﯧﯨﯩﯪﯫ

يخبر تعالى عن قيل الكفار يوم القيامة، أنهم يرجعون على أنفسهم بالملامة، ويعترفون بأنهم كانوا ظالمين لأنفسم، فإذا عاينوا أهوال القيامة، ندموا كل الندامة حيث لا ينفعهم الندم، ﴿ وَقَالُواْ ياويلنا هذا يَوْمُ الدين ﴾، فقول لهم الملائكة والمؤمنون :﴿ هذا يَوْمُ الفصل الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ على وجه التقريع والتوبيخ، ويأمر الله تعالى الملائكة أن تميز الكفار من المؤمنين، في الموقف في محشرهم ومنشرهم، ولهذا قال تعالى :﴿ احشروا الذين ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾، قال النعمان بن بشير : يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم؛ وعن عمر بن الخطاب :﴿ وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾ قال : إخوانهم، وقال النعمان : سمعت عمر يقول :﴿ احشروا الذين ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾ قال : أشباههم، قال يجيء أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا، وأصحاب الربا مع أصحاب الربا، وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، وقال ابن عباس :﴿ وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾ قرناءهم، ﴿ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ الله ﴾ أي من الأصنام والأنداد تحشر معهم في أماكنهم، وقوله تعالى :﴿ فاهدوهم إلى صِرَاطِ الجحيم ﴾ أي أرشدوهم إلى طريق جهنم، وهذا كقوله تعالى :﴿ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً ﴾ [ الإسراء : ٩٧ ]، وقوله تعالى :﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ ﴾ أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا، قال ابن عباس : يعني احبسوهم إنهم محاسبون، وقد قال رسول الله ﷺ :« أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجل رجلاً »، ثم قرأ :﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ ﴾، وقال ابن المبارك :« إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه » ثم يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ ﴿ مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ ﴾ ؟ أي كما زعمتم أنكم جميع منتصر؟ ﴿ بَلْ هُمُ اليوم مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ أي منقادون لأمر الله لا يخالفونه ولا يحيدون عنه، والله أعلم.

صفحة رقم 2142
تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير
عرض الكتاب
المؤلف
محمد نسيب بن عبد الرزاق بن محيي الدين الرفاعي الحلبي
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية