آيات من القرآن الكريم

وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭨﭩﭪﭫﭬ ﭮﭯﭰﭱ ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖﮗﮘ ﮚﮛﮜﮝﮞ ﰿ ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ

أصحاب الجنة وأصحاب النار [سورة يس (٣٦) : الآيات ٥٥ الى ٦٥]
إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (٥٦) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩)
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤)
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥)
المفردات:
فاكِهُونَ الفاكه والفكه: المتنعم والمتلذذ. ومنه الفاكهة، لأنها مما يتلذذ بها يَدَّعُونَ أصله: يدتعون، والمراد: يتمنون، وعليه قولهم: ادع على ما شئت، بمعنى تمن على بما شئت وَامْتازُوا: تميزوا وانفردوا أَلَمْ أَعْهَدْ: ألم أوص، والعهد: الوصية جِبِلًّا: جمع جبلة، والمراد خلقا كثيرا نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ: نمنعها من الكلام.

صفحة رقم 188

المعنى:
هذا يوم الفصل والقضاء العدل، فلا تظلم نفس شيئا، ولا تجزى إلا بأعمالها ويقال لهم زيادة في إيلامهم: إن أصحاب الجنة اليوم في شغل عنكم بنعيمهم ومتاعهم فاكهون.
نعم إن أصحاب الجنة الذين هم يتمتعون بها في شغل، وأى شغل؟ إنه شغل من سعد بالجنة ونعيمها، وفاز بنيل ذلك النعيم المقيم والملك الكبير، وتمتع بما أعده الله للمصطفين من عباده الأبرار ثوابا لهم وإكراما، وجزاء لهم على ما كانوا يعملون، وما أدق وصفهم بقوله: فاكهون، أى: متنعمون ومتلذذون بما هم فيه، فحقّا إنهم لفي شغل عن النار وأصحاب النار، فيا ويلكم أيها المشركون من النار ومن عذابها!! وأزواجهم وهم في ظلال وارفة، على الأرائك والسرر متكئون، يسمرون ويتمتعون ويرزقون رزقا كريما، لهم فيها فاكهة كثيرة، ولهم ما يتمنون مما لا يقع تحت حصر، ومما لا عين رأته ولا أذن سمعته، ولا خطر على قلب بشر.
تحيتهم سلام يقال لهم.. قولا من رب رحيم، وهذا السلام بواسطة الملائكة أو من الله مباشرة مبالغة في تعظيمهم، وزيادة في إكرامهم والحفاوة بهم.
هذا حال المؤمنين العاملين. نعيم مقيم في جنات الخلد مع التحية والإكرام. أما الفريق الثاني فيقال لهم: امتازوا وانفردوا عن المؤمنين أيها المجرمون، وكونوا على حدة، وحين يحشر الناس ويذهب بالمؤمنين إلى الجنة وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ [الروم ١٤- ١٦].
ثم يقال لهم تأنيبا وتوبيخا على ما مضى من أعمالهم: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ وعهد الله ببني آدم ما ركب فيهم من القوى العاقلة والفطرة السليمة التي تهتدى إلى الخير، وما أرسل إليهم من رسل مبشرين ومنذرين يدعونهم إلى عبادة الرحمن، ويحذرونهم دائما من طاعة الشيطان، حذرنا الله بواسطة رسله من الشيطان فإنه لنا عدو مبين بين العداوة، وأمرنا بعبادته وحده والاستعانة به وحده فهو الله لا إله إلا هو.

صفحة رقم 189
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية