آيات من القرآن الكريم

لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ

﴿لاَ الشمس يَنبَغِى لَهَا﴾ أي يصحُّ ويتسهَّلُ ﴿أَن تدْرِكَ القمر﴾ في سرعةِ السَّيرِ فإنَّ ذلكَ يخلُّ بتكون النَّباتِ وتعيُّشِ الحيوانِ أو في الآثارِ والمنافعِ أو في المكانِ بأن تنزلَ في منزلِه أو في سلطانه فتطمس نورَه وإيلاءُ حرفِ النَّفي الشَّمسَ للدلالة على انها مسخرات لا يتيسر لها إلا ما قُدرِّ لها ﴿ولا الليل سَابِقُ النهار﴾ أي يسبقُه فيفوتُه ولكنْ يعاقُبه وقيل المراد بهما آيتاهما وهما النيِّرانِ وبالسبقِ سبقُ القمرِ إلى سُلطانِ الشَّمسِ فيكون عكساً للأوَّلِ وإيراد السَّبقِ مكان الإدراك لأنَّه الملائمُ لسرعةِ سيرهِ ﴿وَكُلٌّ﴾ أي وكلُّهم على أن التنوين عوضٌ عن المضافِ إليهِ الذي هو الضميرُ العائدُ إلى الشَّمسِ والقمرِ والجمعُ باعتبارِ التَّكاثرِ العارضِ لهما بتكاثرِ مطالعهما فإنَّ اختلافَ الأحوالِ يُوجب تَعدداً ما في الذَّاتِ أو إلى الكواكبِ فإنَّ ذكرَهما مشعرٌ بها ﴿فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ يسيرُون بانبساط وسهولة

صفحة رقم 168
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية