آيات من القرآن الكريم

قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَتٍ مِنْهُ ۚ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ

ولكنه تقريب لأذهاننا وإدراكنا وقالوا: الحمد لله على نعمه، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن الذي كان يساورنا من خشية الله والإشفاق من عذابه إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ.
إن ربنا لغفور للسيئات شكور على فعل الطاعات، الذي أحلنا دار الإقامة من عطائه وأفضاله، لا يمسنا فيها نصب، أى: تعب، ولا يمسنا فيها لغوب، أى: إعياء واسترخاء.
هؤلاء هم المؤمنون بالقرآن، وهم حزب الرحمن، أما حزب الشيطان الكافرون بالقرآن فها هم أولاء: والذين كفروا لهم نار جهنم خالدين فيها أبدا لا يقضى عليهم بالموت فيموتوا ليستريحوا، بل كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها، ولا يخفف عنهم من عذابها أبدا، مثل ذلك الجزاء نجزى كل كفور بالله ورسوله، وهم يصرخون فيها، ويستغيثون منها بأصوات عالية قائلين: ربنا أخرجنا منها وأرجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، فيقال لهم: اخسئوا فيها ولا تكلمون أو لم نعمركم وقتا كافيا يتذكر فيه من يريد التذكر؟ وجاءتكم النذر: من الكتاب والرسول ونذر الشيب والموت فلم تتعظوا أبدا بشيء وغرتكم الدنيا وغركم بالله الغرور.
فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا، وذوقوا فما للظالمين من نصير، وهل يجابون إلى طلبهم بالرجوع إلى الدنيا؟! لا فلو رجعوا لعادوا لأفظع مما عملوا، وربك يعلم غيب السماء والأرض، وهو عليم بذات الصدور.
نقاش المشركين [سورة فاطر (٣٥) : الآيات ٣٩ الى ٤١]
هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (٣٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً (٤٠) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (٤١)

صفحة رقم 168

المفردات:
خَلائِفَ: جمع خليفة مَقْتاً: غضبا شديدا شِرْكٌ: شركة غُرُوراً: باطلا تَزُولا: من الزوال، أى: يمنعهما منه.
المعنى:
وهذا نقاش لهم بتعداد نعم الله عليهم وعلى الناس جميعا، وبيان كمال قدرته، مع تسليط الأضواء الكاشفة على آلهتهم وأصنامهم لنعرف أثرها وحقيقتها.
هو الذي جعلكم خلائف في الأرض يخلف بعضكم بعضا، أنتم خلائف لله في أرضه إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً «١» وهذا الوضع يقتضى منكم أن تتذكروا أنكم مفارقون لهذه الدنيا، فلا تغتروا بها، ولتنظروا إلى أنفسكم، وأنتم خلفاء لله فلا تتخذوا معه شركاء لا يمتون لكم بصلة شريفة.
وأنتم خلفاء في أرضى ولقد حكمت أن من يكفر فعليه وزر كفره، فمن كفر من الناس فعليه وبال كفره، ولا يزيد الكافرين كفرهم عند الله إلا مقتا وغضبا شديدا ولا يزيدهم إلا خسارا في الآخرة وعذابا أليما.
يا عجبا لكم! قل يا محمد تبكيتا وتأنيبا: أخبرونى عن شركائكم الذين تدعون من دون الله، ماذا خلقوا من الأرض؟ بل ألهم شركة في خلق السماء؟ بل أآتيناهم كتابا يشهد لهم بذلك؟ فهو حجة في أيديهم بأنهم شركاء في خلق أى شيء.. لا شيء من هذا

(١) - سورة البقرة آية ٣٠.

صفحة رقم 169
التفسير الواضح
عرض الكتاب
المؤلف
محمد محمود حجازي
الناشر
دار الجيل الجديد
سنة النشر
1413
الطبعة
العاشرة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية