آيات من القرآن الكريم

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا
ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ

وقوله: ﴿نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ﴾ قال ابن عباس والكلبي: ضعفين في الآخرة (١). قال مقاتل: مكان كل حسنة يثيب عشرين حسنة (٢). ﴿وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا﴾ قالوا: حسنًا وهو في الجنة، ثم رفع منزلتهن وأظهر فضيلتهن على سائر النسوان.
٣٢ - وقوله: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾ قال أبو عبيدة: (أحد) يقع على الأنثى والذكر وعلى ما ليس من الآدميين، يقال: ليس فيها أحد لا شاة ولا بعير (٣).
وقال أبو إسحاق: لم يقل كواحدة من النساء؛ لأن أحدًا نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة (٤). قال الله تعالى: ﴿فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ [الحاقة: ٤٧].
قال قتادة: لستن كأحد من نساء هذه الأمة (٥)
قال عطاء عن ابن عباس: يريد ليس قدركن عندي مثل قدر الصالحات من النساء، أنتن أكرم علي وأنا (٦) بكم أرحم، وثوابكن أعظم من ثواب جميع الخلائق (٧) لأنكن أزواج حبيبي -صلى الله عليه وسلم- ﴿إِنِ اتَّقَيْتُنَّ﴾ يريد إن خفتن الله، وشرط عليهن التقوى في كونهن أفضل النساء بيانًا أن فضلهن

(١) انظر: "تفسير ابن عباس" ص ٣٥٣.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٩١ ب.
(٣) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ١٣٧.
(٤) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٢٤.
(٥) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ١١٦، "الطبري" ٢٢/ ٢، "الماوردي" ٤/ ٣٩٨.
(٦) في (ب): (فأنا).
(٧) انظر: "الوسيط" ٣/ ٤٦٩، "البغوي" ٣/ ٥٢٧، "زاد المسير" ٦/ ٧٨.

صفحة رقم 232

عند الله إنما يكون بالتقوى لا باتصال أنسابهن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كي لا يعتمدن على ذلك.
قوله تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ قال ابن عباس: يريد لا تلن الكلام لغير رسول الله (١). وقال السدي: لا ترققن القول (٢). ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ قال ابن عباس والسدى: يريد زنا (٣).
وقال مقاتل: يعني: (٤) الفجور في أمر الزنا (٥). وقال قتادة: نفاق (٦).
والمعنى: لا تقلن قولًا يجد منافق أو فاجر به سبيلا إلى أن يطمع في موافقتكن له، ولهذا قال أصحابنا: المرأة مندوبة إذا خاطبت الأجانب إلى الغلظة في المقالة. لأن ذلك أبعد من الطمع في الزينة، وكذلك إذا خاطبت محرمًا عليها بالمصاهرة. ألا ترى أن الله تعالى أوصى أمهات المؤمنين وهن محرمات على التأبيد بهذه الوصية.
قوله تعالى: ﴿وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ قال ابن عباس: يكلمن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٧). وقال الكلبي: صحيحًا جميلًا لا يطمع فاجر (٨).

(١) انظر: "تفسير ابن عباس" ص ٣٥٣، "البحر المحيط" ٧/ ٢٢٢، وذكره الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٢٢، ولم ينسبه لأحد.
(٢) انظر: "ابن أبي حاتم" ٩/ ٣١٣٠، "ابن كثير" ٣/ ٤٨٢، "زاد المسير" ٦/ ٥٩٩.
(٣) انظر: "تفسير الماوردي" ٤/ ٣٩٩، "تفسير ابن عباس" ص ٣٥٣.
(٤) في (ب): (يريد).
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ٩١ ب.
(٦) انظر: "تفسير الطبري" ٢٢/ ٣، "القرطبي" ١٤/ ١٧٧، "مجمع البيان" ٨/ ٥٥٨.
(٧) انظر: "تفسير القرطبي" ١٤/ ١٧٨، ولم أجد من ذكر هذا القول غيره.
(٨) انظر: "الماوردي" ٤/ ٣٩٩، وذكر القول ابن الجوزي ٦/ ٣٧٩، ولم ينسبه لأحد.

صفحة رقم 233
التفسير البسيط
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي
الناشر
عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
سنة النشر
1430
الطبعة
الأولى
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية