آيات من القرآن الكريم

وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ

(ولئن أرسلنا ريحاً) مضرة وهي الريح الدبور التي أهلكت بها عاد (فرأوه) أي: الزرع والنبات الذي كان من أثر رحمة الله (مصفراً) من البرد الناشئ عن الريح التي أرسلها الله بعد اخضراره، وقيل: الضمير راجع إلى الريح، وهو يجوز تذكيره وتأنيثه، وقيل: راجع إلى الأثر المدلول عليه بالآثار، وقيل: راجع إلى السحاب، لأنه إذا كان مصفراً لم يمطر، والأول أولى واللام هي الموطئة، وجواب القسم قوله تعالى: (لظلوا من بعده) وهو يسد مسد جواب الشرط، لأنه اجتمع هنا شرط وقسم، والشرط مؤخر فيحذف جوابه، دلالة عليه بجواب القسم على القاعدة والمعنى: وبالله لئن أرسلنا ريحاً حارة أو باردة فضربت زرعهم بالصفرة لظلوا من بعد ذلك.
(يكفرون) بالله ويجحدون نعمه والمعنى: أنهم يفرحون عند الخصب، ولو أرسلت عذاباً على زرعهم لجحدوا سالف نعمتي، وفي هذا دليل على سرعة تقلبهم، وعدم صبرهم، وضعف قلوبهم، وليس كذا حال أهل الإيمان، ثم شبههم بالموتى وبالصم فقال:

صفحة رقم 264

فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٥٦) فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧)

صفحة رقم 265
فتح البيان في مقاصد القرآن
عرض الكتاب
المؤلف
أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي
راجعه
عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
الناشر
المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر
سنة النشر
1412
عدد الأجزاء
15
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية