آيات من القرآن الكريم

وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ

﴿وَقَالَ﴾ أيْ إبراهيُم عليهِ السَّلامُ مُخاطباً لهم ﴿إِنَّمَا اتخذتم مّن دُونِ الله أوثانا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِى الحياة الدُّنْيَا﴾ أي لتتوادُّوا بينكم وتتواصلُوا لاجتماعِكم على عبادتِها وائتلافِكم وثَاني مفعولَيْ اتخذتم مخذوف أي أوثاناً آلهةً ويجوزُ أن يكونَ مودَّةَ هو المفعولَ بتقديرِ المُضافِ أو بتأويلها بالمودودة أو يجعلها نفسَ المودَّةِ مُبالغةً أي اتخذتم أو ثانا سبب المودة

صفحة رقم 36

العنكبوت ٢٦ ٢٨ بينكم أو مودودةً أو نفس المودة وقرئ مودةً منونةً منصوبةً ناصبةَ الظَّرفِ وقُرئت بالرَّفعِ والإضافةِ على أنَّها خبرُ مبتدإٍ محذوفٍ أي هي مودودةٌ أو نفسُ المودةِ أو سببُ مودةِ بينكم والجملةُ صفة او ثانا أو خبرُ إنَّ عَلى أنَّ مَا مصدريةٌ أو موصولةٌ قد حذف عائدها وهو المفعولُ الأولُ وقُرئت مرفوعةً منوَّنةً ومضافةً بفتحِ بينكم كما قرئ لقد تقطَّع بينكم على أحد الوجهين وقرئ إنمَّا مودةُ بينكم والمعنى أنَّ اتخاذكم إيَّاها مودةَ بينكم ليس إلاَّ في الحياة وقد أجريتم أحكامه حيث فعلتُم بي ما فعلتُم لأجلِ مودَّتِكم لها انتصارا منى كما ينبئ عنه قولُه تعالى وانصُروا آلهتكم ﴿ثُمَّ يَوْمَ القيامة﴾ تنْقلَبُ الأمورُ ويتبدَّلُ التوادُّ تباغُضاً والتَّلاطف تلاعُناً حيث ﴿يكفر بعضكم﴾ وهم العَبَدةُ ﴿بِبَعْضِ﴾ وهم الأوثانُ ﴿ويلعن بعضكم بعضا﴾ أي يلعنُ كلُّ فريقٍ منكم ومن الأوثانِ حيثُ يُنطقها الله تعالَى الفريقَ الآخرَ ﴿وَمَأْوَاكُمُ النار﴾ أي هي منزلكم الذي تأوون إليه ولا ترجعونَ منه أبداً ﴿وَمَا لَكُمْ مّن ناصرين﴾ يُخلِّصونكُم منها كما خلَّصني ربِّي من النَّارِ التي ألقيتُموني فيها وجمعَ النَّاصرَ لوقوعِه في مقابلة الجمع أي مَا لأحدٍ منكُم من ناصر اصلا

صفحة رقم 37
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي
الناشر
دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية