آيات من القرآن الكريم

وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ

إِلَيْهِ فَرَفَعُوهُ إِلَى رَأْسِ الْبُنْيَانِ فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَتِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَالْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا إِبْرَاهِيمُ يَحْتَرِقُ فِيكَ- قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِهِ فَإِنْ دَعَاكُمْ فَأَغِيثُوهُ- وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ الأَحَدُ فِي السَّمَاءِ وَأَنَا الْوَاحِدُ فِي الأَرْضِ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُكَ غَيْرِي: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَذَفُوهُ فِي النَّارِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ
١٧٢٣٦ - عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَقَذَفُوهُ فِي النَّارِ.
فَنَادَاهَا فَقَالَ: يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ هُوَ الَّذِي نَادَاهَا.
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَوْ لَمْ يُتْبِعْ بَرْدَهَا سَلامًا لَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَرْدِهَا، وَلَمْ يَبْقَ يَوْمَئِذٍ فِي الأَرْضِ نَارًا إِلا طُفِيَتْ ظَنَّتْ أَنَّهَا هِيَ تُعْنَى، فَلَمَّا طُفِيَتِ النَّارُ نَظَرُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ آخِرُ مَعَهُ، وَرَأْسُ إِبْرَاهِيمَ فِي حِجْرِهِ يَمْسَحُ، عَنْ وَجْهِهِ الْعَرَقَ وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ مَلَكُ الظِّلِّ، فأنزل الله نارا فانتفع بها بنو آدَمَ وَأَخْرَجُوا إِبْرَاهِيمَ فَأَدْخَلُوهُ عَلَى الْمَلِكِ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ.
١٧٢٣٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ:
سَمِعْتُ سَعِيدًا، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ قَالَ كَعْبٌ: مَا أَحْرَقَتِ النَّارُ مِنْهُ إِلا وَثَاقَهُ.
قَوْلُه تَعَالَى: مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
١٧٢٣٨ - عَنْ قَتَادَةَ بِالإِسْنَادِ قَوْلُهُ: وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: صَارَتْ كُلُّ خُلَّةٍ فِي الدُّنْيَا عَدَاوَةً عَلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
١٧٢٣٩ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمُوهَا «١» لثوابها «٢» في الدنيا.

(١). في الأصل (اتخذتموه)
(٢). ذكر في الحاشية (للنذر)

صفحة رقم 3048

قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
١٧٢٤٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْنِي يَعْقُوبَ الْقَاصَّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْقُوبَ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ حَمَّادِ بن سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الدُّنْيَا جَمِيعُهَا مِنْ جَمْعِ الآخِرَةِ سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ فَقَدْ مضا منها سِتَّةُ آلافٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ سِتِّينَ، وَتَبْقَى الدُّنْيَا وَلَيْسَ عَلَيْهَا مُؤَخَّرٌ؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: مِنْ سِنِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
١٧٢٤١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا قَدْرُ طُولِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤْمِنِ إِلا كَقَدْرِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
١٧٢٤٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ «١» أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ الرَّبِيعُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ أُخْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا قَالَتْ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرُكُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَجْمَعُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَمَنْ يَدْرِي أَيْنَ الطرفان؟ فَقَالَتِ:
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، يَا أَهْلَ، التَّوْحِيدِ فَيَشْرَئِبُّون قال أبو عاصم: يرفعون رؤوسهم- ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ، ثُمَّ يُنَادِي الثَّالِثَةَ: يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا، عَنْكُمْ قَالَ: فَيَقُومُ النَّاسُ قَدْ تَعَلَّقَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فِي ظُلامَاتِ الدُّنْيَا- يَعْنِي الْمَظَالِمَ- ثُمَّ يُنَادِي: يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ، لِيَعْفُ بَعْضُكُمْ، عَنْ بَعْضٍ وَعَلَى اللَّهِ الثَّوَابُ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
١٧٢٤٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: ثُمَّ بَيَّنَ مُسْتَقَرَّهُمْ فَقَالَ: مَأْوَاهُمْ جهنم.

(١). طمس بالأصل.
(٢). انظر تفسير ابن كثير ٦/ ٢٨٢.

صفحة رقم 3049
تفسير ابن أبي حاتم
عرض الكتاب
المؤلف
أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي الرازي
تحقيق
أسعد محمد الطيب
الناشر
مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية
سنة النشر
1419
الطبعة
الثالثة
عدد الأجزاء
1
التصنيف
كتب التفسير
اللغة
العربية