آيات من القرآن الكريم

فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ

قوله: ﴿إِحْدَاهُمَا﴾ [القصص: ٢٥] أي: أحدى المرأتين ﴿تَمْشِي عَلَى استحيآء﴾ [القصص: ٢٥] يعني: مُستحية في مجيئها، مُستحية في مِشْيتها ﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ [القصص: ٢٥].
لما جاءتْه هذه الدعوة لم يتردد في قبولها، وانتهز هذه الفرصة،

صفحة رقم 10907

فهو يعلم أنها استجابة سريعة من ربه حين دعاه ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: ٢٤] وهي سبب من الأسباب يَمدُّه الله له، وما كان له أنْ يردَّ أسباب الله، فلم يتأبَّ، ولم يرفض دعوة الأب.
ولم يذكر لنا السياق هنا كيف سار موسى والفتاة أبيها، لكن يُرْوَى أنهما سارا في وقت تهبُّ فيه الرياح من خلفها، وكانت الفتاة في الأمام لتدلّه على الطريق، فلما ضمَّ الهواء ملابسها، فوصفت عجيزتها، قال لها: يا هذه، سيري خلفي ودُلِّيني على الطريق.
وهذا أدب آخر من آدام النبوة.
﴿فَلَمَّا جَآءَهُ﴾ [القصص: ٢٥] أي: سيدنا شعيب عليه السلام ﴿وَقَصَّ عَلَيْهِ القصص﴾ [القصص: ٢٥] أي: ما كان بينه وبين القبطي ﴿قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القوم الظالمين﴾ [القصص: ٢٥] يعني: طمأنه وهدَّأ من رَوْعه.

صفحة رقم 10908
تفسير الشعراوي
عرض الكتاب
المؤلف
محمد متولي الشعراوي
الناشر
مطابع أخبار اليوم
سنة النشر
1991
عدد الأجزاء
20
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية