آيات من القرآن الكريم

وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ

فى الحقيقة انما هو عن تعاطى ما يورث الحزن واكتسابه. والحزن والحزن خشونة فى الأرض وخشونة فى النفس لما يحصل فيها من النعم ويضاده الفرح وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ [در تنكدلى] وهو ضد السعة ويستعمل فى الفقر والغم ونحوهما مِمَّا يَمْكُرُونَ من مكرهم وكيدهم وتدبيرهم الحيل فى اهلاكك ومنع الناس عن دينك فانه لا يحيق المكر السيئ الا باهله والله يعصمك من الناس ويظهر دينك

غم مخور زان رو كه غمخوارت منم وز همه بدها نكهدارت منم
از تو كر اغيار بر تابند رو اين جهان وآن جهان يارت منم
وَيَقُولُونَ [وميكويند كافران] مَتى [كجاست وكى خواهد بود] هذَا الْوَعْدُ اى العذاب العاجل الموعود إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فى اخباركم بإتيانه والجمع باعتبار شركة المؤمنين فى الاخبار بذلك قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ اى تبعكم ولحقكم وقرب منكم قرب الرديف من مردفه واللام زائدة للتأكيد: وبالفارسية [بكوشايد آنكه باشد كه بحكم الهى پيوندد بشما واز پى درآيد شما را] بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ من العذاب فحل بهم عذاب يوم بدر وسائر العذاب لهم مدخر ليوم البعث وقيل الموت بعض من القيامة وجزؤ منها وفى الخبر (من مات فقد قامت قيامته) وذلك لان زمان الموت آخر زمان من ازمنة الدنيا وأول زمان من ازمنة الآخرة فمن مات قبل القيامة فقد قامت قيامته من حيث اتصال زمان الموت بزمان القيامة كما ان ازمنة الدنيا يتصل بعضها ببعض. وعسى ولعل وسوف فى مواعيد الملوك بمنزلة الجزم بها وانما يطلقونها إظهارا للوقار واشعارا بان الرمز من أمثالهم كالتصريح ممن عداهم وعلى ذلك جرى وعد الله ووعيده وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ إفضال وانعام عَلَى النَّاسِ على كافة الناس ومن جملة انعاماته تأخير عقوبة هؤلاء على ما يرتكبونه من المعاصي التي من جملتها استعجال العذاب وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ لا يعرفون حق النعمة فلا يشكرون بل يستعجلون بجهلهم وقوع العذاب كدأب هؤلاء. وفيه اشارة الى ان استعجال منكرى البعث فى طلب العذاب الموعود لهم من غاية جهلهم بحقائق الأمور والا فقد ردفهم أنموذج من العذاب الأكبر وهو العذاب الأدنى من البليات والمحن (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) فيما يذيقهم العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون الى الحضرة بالخوف والخشية تاركين الدنيا وزينتها راغبين فى الآخرة ودرجاتها (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) لانهم لا يميزون بين محنهم ومنحهم وعزيز من يعرف الفرق بين ما هو نعمة من الله وفضل له او محنة ونقمة وإذا تقاصر علم العبد عما فيه صلاحه فعسى ان يحب شيأ ويظنه خيرا وبلاؤه فيه وعسى ان يكون شىء آخر بالضد ورب شىء يظنه العبد نعمة يشكره بها ويستديمه وهى محنة له يجب صبره عنها ويجب شكره لله تعالى على صرفه عنه وبعكس هذا كم من شىء يظنه الإنسان بخلاف ما هو كذا فى التأويلات النجمية وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ اى ما تخفيه من أكن إذا أخفى والأكنان جعل الشيء فى الكن وهو ما يحفظ فيه الشيء قال فى تاج المصادر [الأكنان: در دل نهان داشتن والكن پنهان داشتن] فى الكن

صفحة رقم 367

والنفس كننت الشيء وأكننته فى الكن وفى النفس بمعنى وفرق قوم بينهما فقالوا كننت فى الكن وان لم يكن مستورا وأكننت فى النفس والباب يدل على ستر او جنون انتهى وَما يُعْلِنُونَ من الأقوال والافعال التي من جملتها ما حكى عنهم من استعجال العذاب وفيه إيذان بان لهم قبائح غير ما يظهرونه وانه تعالى يجازيهم على الكل [والإعلان: آشكارا كردن] قال الجنيد قدس سره ما تكن صدورهم من محبته وما يعلنون من خدمته وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ [وهيچ نيست پوشيده در آسمان وزمين مكر نوشته در كتابى روشن يعنى لوح محفوظ وباو علم حق محيط] والغائبة من الصفات التي تدل على الشدة والغلبة والتاء للمبالغة كأنه قال وما من شىء شديد الغيبوبة والخفاء الا وقد علمه الله تعالى وأحاط به فالغيب والشهادة بالنسبة الى علمه تعالى وشهوده على السواء كما قال فى بحر الحقائق هذا يدل على انه ما غاب عن علمه شىء من المغيبات الموجود منها والمعدوم واستوى فى علمه وجودها وعدمها على ما هى به بعد إيجادها فلا تغير فى علمه تعالى عند تغيرها بالإيجاد فيتغير المعلوم ولا يتغير العلم بجميع حالاته على ما هو به انتهى فعلى الإنسان ترك النسيان والعصيان فان الله تعالى مطلع عليه وعلى أفعاله وان اجتهد فى الإخفاء: قال الشيخ سعدى فى البستان

يكى متفق بود بر منكرى كذر كرد بر وى نكو محضرى
نشست از خجالت عرق كرده روى كه آيا خجيل كشتم از شيخ كوى
شنيد اين سخن شيخ روشن روان برو بر بشوريد وكفت اى جوان
نيايد همى شرمت از خويشتن كه حق حاضر وشرم دارى ز من
چنان شرم دار از خداوند خويش كه شرمت ز بيكانكانست وخويش
نياسايى از جانب هيچ كس برو جانب حق نكه دار وبس
بترس از كناهان خويش اين نفس كه روز قيامت نه ترسى ز كس
نريزد خدا آب روى كسى كه ريزد كناه آب چشمش بسى
ثم انه ينبغى للمؤمن ان يكون سليم الصدر ولا يكن فى نفسه حقدا وحسدا وعداوة لاحد وفى الحديث (ان أول من يدخل من هذا الباب رجل من اهل الجنة) فدخل عبد الله بن سلام رضى الله عنه فقام اليه ناس من اصحاب رسول الله فاخبروه بذلك وقالوا لو اخبرتنا باوثق عملك نرجو به فقال انى ضعيف وان أوثق ما أرجو به سلامة الصدر وترك ما لا يعنينى ففى هذا الخبر شيآن أحدهما اخباره عليه السلام عن الغيب ولكن بواسطة الوحى وتعليم الله تعالى فان علم الغيب بالذات مختص بالله تعالى والثاني ان سلامة الصدر من اسباب الجنة وفى الحديث (لا يبلغنى أحد من أصحابي عن أحد شيأ فانى أحب ان اخرج إليكم وانا سليم الصدر) وذلك ان المرء مادام لم يسمع عن أخيه الا مناقبه يكون سليم الصدر فى حقه فاذا سمع شيأ من مساويه واقعا او غير واقع يتغير له خاطره

صفحة رقم 368
روح البيان
عرض الكتاب
المؤلف
إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء
الناشر
دار الفكر - بيروت
عدد الأجزاء
1
التصنيف
التفسير
اللغة
العربية
بدى در قفا عيب من كرد وخفت بتر زو قرينى كه آورد وكفت